هات بوسة لطنط.. الأطفال مهددة بالتسمم الدموي والالتهاب الرئوي بسبب التقبيل
يحذر الأطباء والمتخصصون في مجال الرعاية الصحية من مخاطر تقبيل الأطفال حديثي الولادة، نظرًا لضعف جهازهم المناعي في الأشهر الأولى من حياتهم، ورغم أن إظهار المودة من خلال تقبيل المولود يعد تصرفًا عاطفيًا شائعًا إلا أن هذه العادة السيئة تعرض الرضع لعدوى خطيرة تهدد حياتهم.
ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية أهم مخاطر تقبيل الأطفال حديثي الولادة ولماذا؟، حيث يكشف الدكتور كاران راج، الجراح في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، عن الأسباب الطبية التي تجعل تقبيل الأطفال حديثي الولادة أمرًا محفوفًا بالمخاطر، مستعرضًا أبرز أنواع العدوى التي قد تصيبهم نتيجة لهذه العادة.
جهاز مناعة الأطفال حديثي الولادة غير مكتمل وعرضة للإصابة بالعدوى
يعتبر جهاز المناعة الأطفال حديثي الولادة غير مكتمل، ما يجعله عرضة للإصابة بعدوى خطيرة بسهولة أكبر، وفي الأشهر الأولى يمتلك الرضع عددًا أقل من الخلايا المناعية الفطرية، مثل الخلايا المتعادلة والوحيدات التي تقاوم العدوى مقارنة بالبالغين، وهذا يعني أن العدوى التي قد تكون غير ضارة للأطفال الأكبر سنًا أو البالغين يمكن أن تهدد حياة الأطفال حديثي الولادة.
ويعتبر الأطفال حديثي الولادة أكثر عرضة للبكتيريا المعدية، مثل البكتيريا العقدية من المجموعة b (GBS) وسلالات E. coli التي لا تؤثر في البالغين، وهذه البكتيريا يمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة، مثل التهاب السحايا والتسمم الدموي والالتهاب الرئوي، وفي هذه الحالة يمكن أن تؤدي العدوى إلى مضاعفات صحية تهدد حياة الطفل.
في أواخر العام الماضي، نشرت مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تدعى The Lullaby Trust نتيجة استطلاع كشف عن أن 54% من الآباء الجدد والمتوقعين "سيسمحون للأصدقاء والعائلة بتقبيل أطفالهم حديثي الولادة، دون أن يدركوا خطر الإصابة بعدوى خطيرة".
ويحتوي الجهاز المناعي للرضيع خلال الأشهر الثلاثة الأولى على عدد أقل من الخلايا المناعية الفطرية لمكافحة العدوى، مثل الخلايا المتعادلة والوحيدات، مقارنة بالبالغين، مما يعني أن العدوى التي تسبب أعراضًا خفيفة لدى البالغين أو الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن تهدد حياة الأطفال.
وتعد عدوى فيروس الهربس لدى البالغين تقرحات البرد، ولكن يمكن أن يصاب الأطفال بمرض خطير بسرعة بعد الإصابة بالفيروس، إذا كان الهربس يؤثر فقط على عيني الطفل أو فمه أو جلده، فسوف يتعافى معظمهم بعد العلاج المضاد للفيروسات.
ولكن إذا أثر الفيروس على أعضاء الطفل، فإن العدوى تكون أكثر خطورة وقد تكون مميتة، وكلما كان الطفل أصغر سنًا، كلما كان أكثر عرضة للإصابة بالهربس، خاصة في الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة.
وتعيش غالبًا هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي والتناسلي لمضيفها دون التسبب في المرض، وتسبب عدوى العقديات من المجموعة ب عند الأطفال تعفن الدم والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات الدم.
كما أن الأطفال معرضون للإصابة بسلالات من البكتيريا الإشريكية القولونية غير الضارة بالبالغين، مما يسبب لهم الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والإنتان، وكلها أمراض يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة، حيث تسبب عدوى خطيرة، بل وحتى مهددة للحياة، لدى الأطفال حديثي الولادة.
ولا ينبغي للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار جدًا أن يشعروا بعدم الارتياح عند مطالبة الزوار بتجنب تقبيل أو لمس طفلهم، وإذا كان الزائر مهتمًا حقًا برفاهية الطفل، فلا ينبغي له أن يشعر بالإهانة من الطلب، ولا ينبغي للوالدين أن يشعروا بأنهم يبالغون في رد فعلهم.
ويعد أفضل تصرف يمكن أن يقوم به أي زائر هو عدم تعريض الطفل للخطر، ولكن إذا كان عليك تقبيل الطفل لأسباب وجيهة، فهناك بعض الأشياء التي يمكن أن تقلل من خطر العدوى الذي تشكله.
ويجب عليك التأكد من غسل يديك جيدًا، وتجنب تقبيل الرضيع على فمه أو وجهه، قبّل قدمه أو مؤخرة رأسه، إذا كنت تعاني من أي نوع من أنواع العدوى النشطة، ففكر فيما إذا كنت بحاجة فعلًا لزيارة الطفل، خاصة إذا كان عمره أقل من شهر، وإذا كنت مريضًا ولكنك تشعر بعدم القدرة على الابتعاد عن زيارة الطفل، فارتدي قناعًا وتجنب الاقتراب من المولود الجديد، خاصة إذا كنت تعاني من مرض تنفسي، وتذكر دائمًا أن الأطفال معرضون جدًا للإصابة بالعدوى، ورغم أن تقبيلهم يعد علامة على الحب، إلا أنه قد يجعل المولود الجديد مريضًا بشكل خطير وستشعر بالرعب إذا حدث ذلك.