في ذكرى رحيله الـ44.. الشيخ الحصري يتلقى تكريمًا فريدًا من شيخ الأزهر
ظل الشيخ محمود خليل الحصري، على مدار عقود طويلة، رمزًا متفردًا في عالم التلاوة، حيث وضع بصمة لا تُنسى في قلوب المسلمين حول العالم بصوته العذب وأدائه المتقن، ليصبح أحد أهم أعلام دولة التلاوة المصرية في العصر الحديث.
الذكرى الـ44 على وفاة الشيخ الحصري
وخلال حياته، تلقى الشيخ الحصري رسالة رفيعة الشأن من شيخ الأزهر الدكتور حسن مأمون، تضمنت تعيينه خبيرًا فنيًا للجنة بحوث القرآن والسنة بمجمع البحوث الإسلامية، وجاء نص الرسالة كالتالي:
"السيد صاحب الفضيلة الشيخ محمود خليل الحصري، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد، فنظرًا لما لكم من خدمات قرآنية ولما عرفتم به من فهم واع للقراءات وطرقها وأسرارها، وما يتصل به من علوم القرآن الكريم الذي يهدى للتي هي أقوم وبشر المؤمنين بما يحرر الناس من ذلة الخضوع لغير جلال الله وسلطانه، ولعل ذلك كان سببًا في أن أول ما عمد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لإبلاغ دعوته الكبرى ورسالته العظمى إنما هو إقرار القرآن.
ونظرًا لمرور أربعة عشر قرنًا على بدء نزول القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين وحرصًا على تكريم أهل القرآن خاصة، فقد رأى مجلس مجمع البحوث الإسلامية في جلسته المنعقدة في العاشر من شهر رمضان المعظم سنة 1387 الموافق 11 من ديسمبر 1967 أن يكون هذا التكريم في شخصكم رمزًا وتقديرًا لحفظة القرآن، فقرر اختياركم خبيرًا فنيًا للجنة بحوث القرآن والسنة بالمجمع.
ولذا فإننا نبعث إليكم مهنئين بهذا الاختيار الذي صادف أهله، مبتهلين إلى الله القادر أن يجعل القرآن لنا نورًا، وأن نكون جميعًا من الذين قال الله فيهم: "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور".
وأن نكون جميعًا مع من عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه إذ يقول: "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه"، أعزنا الله به وأبقاه لنا ذخرًا، نعم الرائد والهادي إلى سواء السبيل".
محطات بارزة في حياة الشيخ الحصري
- النشأة والبدايات: وُلد الشيخ الحصري في 17 سبتمبر 1917 بقرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن الثامنة، وبدأ تعلم القراءات في الأزهر الشريف بعد التحاقه بالمعهد الديني في طنطا.
- مسيرته المهنية: أصبح الشيخ الحصري قارئًا للإذاعة المصرية عام 1944 بعد حصوله على المركز الأول في الاختبارات، ثم عُين قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا عام 1950، وقارئًا لمسجد الحسين بالقاهرة عام 1955.
- إنجازاته البارزة: كان أول من سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وأول من دعا لإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، كما أنه أسس مكتبًا لتحفيظ القرآن ومسجدًا بالقاهرة، ورفض تقاضي أجر على تسجيل القرآن الكريم للإذاعة.
- الدعوة العالمية: أثر صوته العذب في كثيرين حول العالم، وأسلم على يديه عدد من الأشخاص خلال رحلاته الدعوية، منهم 28 شخصًا في باريس وسان فرانسيسكو.
- الألقاب والتكريمات: نال لقب "المعلم الأول" تقديرًا لإسهاماته، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967.
- وفاته: رحل الشيخ محمود خليل الحصري عن عالمنا في 24 نوفمبر 1980، تاركًا إرثًا خالدًا من التلاوات العذبة والإنجازات الرائدة في خدمة كتاب الله.