ثروات تحت الدخان .. "مكامير الفحم" مناجم دهب على أطلال أشجار الجوافة والمانجو
صناعة الفحم .. في قلب مزارع المانجا وأشجارها المتنوعة، تلتقي الأغصان مع هواء الخريف العليل في رقصة هادئة معلنة بداية فصل جديد مفعم بالغموض والأسرار تتحول فيه الجذوع إلى "الذهب الأسود".
تدب الحياة في مقمرة الفحم بالفيوم، ويتحول المكان إلى خلية نحل قوامها عشرات العمال الذي يعمدون إلى تجهيز الجذوع بعد تركها تجف تحت أشعة الشمس لمدة قد تصل إلى 8 أشهر ثم تبدأ مرحلة إعداد الجذوع وترتيبها على شكل هرم، كل قطعة مرتبة بتوازن بجوار مثيلتها، فلا مكان للخطأ أو التواني في العمل.
يبدأ فصل جديد من التفاعل من النار يبدأ مع نثر قش الأرز على جذوع أخشاب المانجا وإضافة رماد الفحم القديم إلى فتحات في هرم الجذوع، يطلق عليها "الكوات"، قبل إشعال فتيل من جذوة نار بقلب الأشجار ليخرج من أطلالها وقود "الذهب الأسود".
وتستمر جذوة النار في الإشتعال لمدة تتراوح مابين 15 إلى 20 يوم حتى تحيل لون الخشب من البني الزاهي إلى الأسود القاتم، وللتأكد من تمام حرق الخشب وتحوله إلى فحم يفتح العمال "طاقات" في هرم الفحم تصل إلى قاعدة الهرم.