الجمعة 15 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

"شيماء" فتاة رماها الفراغ العاطفي بين أحضان مدمن هيروين وابنها الضحية

تعاطي المخدرات
تعاطي المخدرات

قصص من محكمة الأسرة .. توالى رنين هاتف "شيماء" فيما تحاول أن تتجاهل الصوت المنادي من قبلها لتجيب على "م"، الذي ظل يشاغلها عدة أشهر طالبًا منها الزواج، أبى ضمير شيماء أن تستجيب لنداءات الاحتياج العاطفي والفراغ الوجداني الذي خلفه فقدان والدتها؛ صديقتها الأولى وعضدها التي كانت تقف أمام بطش شقيقات شيماء وتزود عنها ضد كل المحن.

ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة.

شيماء في “سكة المحاكم” بسبب الفراغ العاطفي

رفضت شيماء أن تبني سعادتها على أطلال حياة سيدة أخرى واستقرار وسلامة أطفالها، لكن توالي مناطحات شيماء مع شقيقتها الكبرى في أحقية شيماء التي كانت ترعى والدتها قبيل وفاتها بشقة الأم خاصة بعد أن تطورت المجريات إلى "سكة المحاكم"، كل هذا دفع شيماء دفعًا إلى أن تلقي بنفسها في أحضان "م"، فسقطت صريعة الفراغ العاطفي والحاجة لكتف تلقي عليه بهمومها ووجد "م" بها فريسة سهلة لتلبية احتياجاته الشهوانية رغم زواجه بأخرى، فألقى شباكه حول شيماء حتى رضخت أخيرًا إلى شرطه الوحيد، أن تكون شقة والدتها محل الخلاف مسكنًا للزوجية.

المحكمة 

قاد الحظ العاثر شيماء إلى طريق "م"، ابن صاحب واحد من أغنى مقاولي الرخام في منطقة شق الثعبان، والذي أعجب بها بعد اتفاقهما على تجهيز أرضية شقة والدتها بالكامل من أفخر أنواع الرخام تكريمًا لذكرى السيدة الراحلة، فلم تدخر شيماء مالاً وأنفقت كل ما تحصلت عليه من "جمعية" كانت تستثمر فيها راتبها الشهري.

 إدمان الزوج مخدر الهيروين

انسكب العسل بعد عدة أسابيع من إتمام مراسم الزواج، لتكتشف شيماء إدمان عريسها على مخدر الهيروين، في البداية كان لايزال "م" يمسك بتلابيب عقله لكن بمرور الأيام تمكن السم الأبيض منه وانفلت زمام كل شئ، بدأت شيماء، الحامل في شهرها الثاني، تعاني ويلات الضرب المبرح والسباب غير المبرر وسط حالة الهياج التي تنتاب "م"، ما إن ينقضي مخزونه من الهيريون ويرفض والده مده بالمال اللازم لشراء المزيد، وهو مادفع الوالد، رجل الأعمال، لإيداع بكريه إحدى مصحات الإدمان في نهاية المطاف، التي أصبحت رحلة يخوضها كل عدة أشهر ذهابًا وإيابًا.

مخدر الهيروين 

وفي إحدى ليالي شهر نوفمبر الباردة قبل عامين، استيقظت شيماء على أنين ابنها الأكبر رحيم كان لهيب الحمى يستعر على جبينه فاضطربت مشاعر الأم ولم تكن تملك سوى 10 جنيهات، اتدرت ملابسها تبحث عن منجد لها من بين جيرانها بإحدى دهاليز حي البساتين حتى وجدت ضالتها في "أم خالد" التي أودعت في قبضة يدها 50 جنيه وأشارت لها بأقرب طبيب أطفال يمكن أن تجده متاحًا في تلك الساعة المتأخرة وما إن غادرت شيماء حتى ودعتها أم خالد بدعواتها.

أصابت الحمى "رحيم" لعدة أشهر حتى احتار الأطباء في أمر الصغير ولكن سرعان ما شخص أحدهم حالته أن مرضه يرتبط بتدني حالته النفسية وحاجته المعنوية إلى والده وهو ما انعكس على الطفل وأودى بإتزانه النفسي فكلمة "بابا" لاتفارقه وشيماء بين شقي رحى غلاء المعيشة وغياب الأب الذي ابتلعته دوامة المخدرات بدون رجعة.

لجأت "شيماء" إلى مجمع محاكم القاهرة لقضايا الأسرة، الشهير بمجمع "زنانيري" والذي يتيح لغير القادرات من النساء رفع دعاوى النفقة والخلع دون الحاجة إلى تكبد مصاريف محامي، فأقامت شيماء دعوى نفقة على زوجها ووالده طالبة كفاف الحياة لابنيها "رحيم" و"مالك" أمام دارة البساتين بمجمع المحاكم.

تم نسخ الرابط