"آدم" ضحية عناد أبيه ورحلة عذاب 3 سنوات لأمه بحثًا عن نفقته
بوجه مُفعم بالبراءة، وعينان تأسران القلب بضحكتيهما، وثغر باسم تكاد الشمس تشرق منه، يركض "آدم" هنا وهناك بين الأشجار حاملاً معه كرته الصغيرة باحثًا عن طفل يشاركه اللعب، بينما تقف والدته من بعيد ترقب ابنها الذي لا يتعدى عمره الـ 3 سنوات، تغشى عيناها الدموع ويرتفع فوران فقاعات الحزن بداخل معدتها حتى يكاد يحبس أنفاسها.
3 أشهر لم يتلق آدم مكالمة هاتفية من والده أو يراه، بخلاف عدم إرسال أية مبالغ مالية ونفقات له منذ 3 سنوات حتى ضاقت به ذرعًا ورغم محاولات الأقارب والأصدقاء التدخل لإيجاد حل وسط ورفع كاهل هموم المصروفات عن عاتق "هـ" لكن محاولاتهم جميعًا باءت بالفشل، ولم تجد الأم "هـ. م" صاحبة الـ 27 عامًا بدًا من اللجوء لـ محكمة الأسرة لرفع دعوى نفقة على زوجها السابق، أمام محكمة أسرة السيدة زينب.
زواج دام عام وشهرين فقط، قاد العناد الزوج إلى الطلاق ظنًا منه أنه يستطيع لي ذراع زوجته، والرضوخ له بعد الطلاق فتعود له بكامل إرادتها.
ورغم أن الانفصال جاء بالتراضي، لكن الزوج راجع نفسه وحاول العودة عن قراره العام الماضي فقط، لتتفاجأ "هـ" أن طليقها يملي عليها شروطًا جديدة إذا ما رغبت في العودة على رأسها مشاركته في تأسيس منزل زوجية جديد بعد أن باع كلاً منهما أثاث المنزل وأجهزته؛ فشقة الزوجية كانت إيجار جديد، وفضّل الزوج العودة إلى منزل أسرته والتخلي عن الشقة وأثاثها عقب الطلاق.
تبحث الزوجة عن حل لأزمتها منذ 3 سنوات، تمكث في منزل أسرتها لكنها لم تعد تعرف معنًا للراحة فمصاريف الحياة ملقاة على عاتق والدها المسن وهو ما دفعها للخروج إلى سوق العمل بحثًا لأول مرة عن وظيفة مناسبة ترفع بها بعضًا من النفقات عن كاهل أبويها، حتى وجدت ضالتها في وظيفة بإحدى دور الحضانة للأطفال، والتي وجدت فيها فرصة مواتية لمصاحبة صغيرها خلال وجودها بالعمل.
علاقة يشوبها الخوف وتعلق مرضي، هكذا تصف "هـ " علاقة ابنها آدم بها والتغييرات التي تطرأ على شخصيته بمرور الوقت في غياب الأب المتكرر، فشهرًا يظهر فيه مرة ويغيب 3 أشهر دون مبرر أو سبب، مما يفقد طفلها الصغير توازنه وهو الذي اعتاد مناداته بـ "بابا"، دون أن يدرك مذاقًا حقيقيًا لتلك الكلمة.
يقابل الزوج رفض "هـ" محاولات العودة بشروطه بتجاهل الطفل الصغير ورفض التكلف بأية مصاريف له أو تأدية أية مهام تخصه كمرافقته إلى الحضانة أو مصاحبته في إحدى الجولات للتنزه، فأضحت الأم هي خير جليس وونيس لا يعرف "آدم" سواها في الحياة، تبحث عن جزءً من حقها المادي بين جنبات محكمة الأسرة.