الأزهر: العنصرية سلوك مكتسب يستخدمها البعض لتحقيق مصالح شخصية
قال الدكتور عادل رضوان، رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بـ جامعة الأزهر، إن العنصرية لا تعتبر سلوكًا فطريًا يولد مع الإنسان، وإنما هي سلوك مكتسب يتأثر بالبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الفرد.
وبيّن أن العنصرية تعتمد على تقسيم الناس وفقًا لعدة عوامل مثل النوع والمكانة واللون والجنس، ويستغل البعض هذه الفوارق لتحقيق مصالحهم الشخصية أو من أجل الطمع في ثروات الآخرين واستغلال طاقاتهم.
عادل رضوان: العنصرية ليست سلوكًا فطريًا
وأوضح رضوان أن العنصرية تطورت عبر الزمن، حيث بدأت في شكل نفوذ استعماري كان يعتمد على استغلال فئات المجتمع الضعيفة للحصول على مواردهم، ومن ثم تطورت إلى استعمار فكري.
وذكر أن هذا النوع من الاستعمار يمكن القوى الاستعمارية من السيطرة على مجتمعات بأكملها وتوجيه سلوكياتهم وعاداتهم عن بُعد، مما أدى إلى ظهور تصنيفات اجتماعية أدت إلى تمييز على أساس العمل والمكانة والنوع.
وأضاف أن هذه الظاهرة أسهمت في نشوب نزاعات وصراعات سواء على المستوى الدولي أو في داخل المجتمعات نفسها، وأدى التمييز إلى تفكيك الأسر وتقسيم القبائل والمناطق المحلية، وصولاً إلى تأثيرات كبيرة على الديانات.
طرق مكافحة العنصرية
وأشار إلى أن مكافحة العنصرية تتطلب وعيًا دقيقًا بالمصطلحات الحديثة التي يُستخدم بعضها بشكل عشوائي دون فهم كافٍ رغم ما قد تبدو عليه من نوايا حسنة، محذرًا من أن هذه المفردات قد تحمل رسائل متناقضة مع المبادئ الإسلامية السمحة التي تحث على العدل والمساواة.
وأكد على أهمية التنسيق بين المؤسسات التربوية والاجتماعية، مثل المدارس والأسرة ووسائل الإعلام، حيث أن غياب هذا التكامل يؤدي إلى تشتت في فهم الأفراد لما يؤمنون به ويعتنقونه من أفكار.
ودعا رضوان إلى تضافر جهود الأسرة والمؤسسات التعليمية من خلال تنظيم ندوات تثقيفية وتحديث المناهج الدراسية بما يتماشى مع قيم نبذ العنصرية.
وشدد على ضرورة العودة لتعاليم الدين الإسلامي، الذي يرفض أي شكل من أشكال العنصرية ويعترف بالإنسانية المشتركة بين جميع البشر، بغض النظر عن هويتهم أو خلفياتهم، مؤكدًا أن القرآن الكريم خاطب البشر جميعًا دون استثناء.