الجمعة 15 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

حاول اغتصاب حماته.. مأساة "عبير" مع زوجها مدمن الهيروين وصغيرها "المتوحد"

قضايا محكمة الأسرة
قضايا محكمة الأسرة

قضايا محكمة الأسرة، ساعات طويلة يقضيها "أ" في حمام المنزل، تتصاعد منه أدخنة السجائر ويغادره بعدما تبدلت صفاته، حالة من التيه تخيم على عينيه وينتابه هياج غير مبرر حتى أمام أخطاء زوجته العفوية، يصيب الحزن قلب "عبير"، وتخيم عليها سحب الضيق، ويتوقف سريان أريج الحياة بمنزل الزوجية حديث الإنشاء، ورغم ذلك فالأوان قد فات على التراجع والانفصال، وهي الحامل في الشهر الثالث من زوج أدمن تعاطي الحشيش والهيروين.

تدحرجت صخرة الأيام على كاهل "عبير" حتى نفذ صبرها فور تصادفت جرعة تعاطي مع حلول والدتها ضيفة لديها؛ تساندها في تحمل أعباء الصغير "حمزة" الذي أنار ظلمة ليالي عبير الحالكة، وبينما كانت الأم تحصل على كفاف النوم بعد ليلة سهر طويلة تتبادل مع ابنتها رعاية الرضيع والاهتمام به، تصاعد صراخ الأم فجاءة واختنقت كلماتها تستنجد بابنتها "الحقيني، الحقيني".

الزوج المدمن حاول اغتصاب حماته 

كانت الأم تصارع براثن الزوج الذي استحضرته حالة من اللاوعي إثر تعاطي جرعة لتوليفة من المخدرات أراد على إثرها مواقعة الأم، ذهب عقله وهام تركيزه فظن بالأم أنها عبير، ووسط صراخ مستمر كان كفيلًا بإيقاظ الجيران استطاع الرجال منهم تحرير الأم من بين يدي "أ" فيما كان يحاول نزع الثياب عنها.

تغاضت "عبير" عن مهازل "أ" تحت وطأة ضغط الأهل والأقارب الذين سعوا لصلح الزوجين مع تكرار وعود الزوج التوقف عن تعاطي المواد المخدرة وحتى الامتناع عن التدخين، واستكانت "عبير" لجرعات الأوهام المتدفقة التي كان "أ" يغذي بها أذنيها.

لم يدم الحال طويلاً على هذا المنوال فأصبح السب والتعدي بالضرب رفيقا أيام عبير وصغيرها حمزة الذي لم يتجاوز الـ 4 سنوات من عمره فحال لون الولد وأصبحت طرقات والده على الباب تفزعه وتنغص منامه وتقلق راحته، فيهب راكضًا للاحتماء بحضن والدته؛ لم يتحمل الصغير الصفع وانتابه طيفًا من التوحد أخر مهاراته الاجتماعية وعرقل قدراته المعرفية.

قاد القدر "عبير" إلى عتبات مكتب محمود عبد اللاه المحامي، الذي تولى رفع قضية طلاق للضرر لـ "عبير" دون تقاضي أية أتعاب منها بعدما تعاطف مع حالها وما أصاب وليدها لتحصل أخيرًا الزوجة على حريتها، وتصارع من جديد للحصول على حق آخر من حقوقها في تقاضي نفقة شهرية عادلة تلائم أعباء الحياة وتمنع "عبير" من مد يدها للغير، أمام دائرة أسرة المعادي، بمجمع محاكم القاهرة لقضايا الأسرة، الشهير بـ "مجمع زنانيري".

وسرعان من استجاب القدر لدعواتها وتحصلت على النفقة كما نجحت في تقلد وظيفة محترمة أعادت إليها براتب جزيل، فطوت صفحة الماضي وسطرت كلمات النهاية في رواية من الأسى.

تم نسخ الرابط