لماذا خططت إيران لاغتيال ترامب على الأراضي الأمريكية.. هل سينتقم؟
سعت إيران إلى تنفيذ عملية اغتيال دونالد ترامب المرشح الجمهوري قبل الانتخابات الأمريكية 2024، وقبل أن يفوز ويصل إلى سدة الحكم، ولكن بعد إعلانه رئيسًا للولايات المتحدة، هل سينتقم من خصومه؟
يوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية التقرير التالي الذي تم تداوله عبر الصحف العالمية ومنها الديلي ميل البريطانية بخصوص خطة إيران لإغتيال دونالد ترامب على الأراضي الأمريكية قبل أن يفوز في انتخابات 2024.
العالم كان مهددا بحرب عالمية ثالثة حال نجاح عملية اغتيال ترامب
تعرض ترامب لأكثر من عملية اغتيال خلال الانتخابات الأمريكية 2024، ولو نجحت واحدة لكانت قادرة على تغيير العالم أكثر من أي حدث آخر خلال الأشهر الستة الماضية، حيث تمت المؤامرة برعاية إيران وفقًا لما جاء في وثائق الاتهام الصادرة عن وزارة العدل الأميركية والتي كشفت عنها محكمة نيويورك.
وجهت التهم لـ فرهاد شاكري، عميل من أصل أفغاني عاش في الولايات المتحدة يقيم حاليًا في طهران، بقبول أموال من الحرس الثوري الإسلامي، الجيش الخاص للنظام الإيراني، لمراقبة ثم لتخطيط لقتل ترامب في أوائل أكتوبر 2024.
كان المخطط لتفسير عملية اغتيال مرشح رئاسي أمريكي على أراضي أمريكية على أنها عمل من أعمال الحرب، حيث أن الحرس الثوري الذراع الاستخباراتي لحرب العصابات المتطورة في إيران، ويمتد نفوذه إلى العديد من الدول الغربية بما فيها المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ماذا لو تمت عملية اغتيال ترامب بنجاح؟
وعقب إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية 2024 في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بعد عودته السياسية المذهلة، تم الكشف عن مؤامرة إيران لقتل ترامب على الأراضي الأمريكية.
ولو نجحت المؤامرة، لكانت قد أحدثت موجات صدمة ليس فقط في السياسة الأميركية، بل في مختلف أنحاء العالم، وربما جرت أميركا مباشرة إلى الحرب المستعرة بالفعل بين حليفها الوثيق إسرائيل، وشبكة وكلاء إيران، وأصحاب الدمى في طهران.
القاتل الإيراني الذي خطط لقتل دونالد ترامب طليق الآن
كانت قد دافعت إيران عن محاولة قتل ترامب الشهر الماضي خوفا من تأثير انتخابه على النظام الإيراني في ظاهر الأمر، خاصةً أنه لم يكن صديقًا لطهران خلال فترة ولايته الأولى، حيث مزق الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما لتخفيف العقوبات مقابل عدم تطوير قنبلة نووية، ولكنه قام بحملة "الضغط الأقصى".
ويعني هذا فرض عقوبات صارمة على النفط الإيراني الذي يستخدمه النظام لتمويل أنشطته، وهو ما يعتقد أنه حرم آية الله وملالي إيران من عشرات المليارات من الدولارات من الدخل سنويًا، ولم يخف ترامب عزمه على ممارسة "أقصى قدر من الضغط" إذا فاز في الانتخابات.
وضعت إيران ترامب ضمن خطة الاغتيالات، منذ أن أمر بالضربة التي قتلت قاسم سليماني، زعيم فيلق القدس الإيراني، حيث قيل لشاكيري إن عدم تمكنه من قتل ترامب بحلول 14 أكتوبر، عليه أن ينتظر حتى انتهاء التصويت، لأن الإطاحة به سيكون أسهل بمجرد خروجه من السلطة.
مكتب التحقيقات الفيدرالي: السبب الحقيقي وراء عملية اغتيال ترامب
ويؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن السبب الحقيقي وراء مؤامرة اغتيال ترامب، هو الانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية على مطار بغداد في يناير 2020.
أمر ترامب وقتها بتنفيذ ضربة وسط تصاعد التوترات بين القوات الأمريكية في العراق والجماعات المدعومة من إيران والتي قتلت بالفعل متعاقدًا أمريكيًا في هجوم صاروخي على العاصمة العراقية، وكانت هناك مخاوف أن يكون سليماني متخفي في العراق لتدبير المزيد من الضربات.
كان الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ثاني أقوى رجل في إيران في ذلك الوقت، بعد آية الله فقط، مهندس شبكة إيران بالوكالة - التي تشمل حماس وحزب الله - وقام بتدبير كل هجوم كبير تقريبًا على القوات الأميركية في الشرق الأوسط خلال 20 سنةً ماضية.
إيران خططت لتنفيذ عملية الاغتيال بين 7 أكتوبر و14 أكتوبر 2024 بأي ثمن
وكانت إيران عازمة على أن يقع هذا التاريخ بين 7 أكتوبر و14 أكتوبر 2024، وكانوا على استعداد لدفع ثمن باهظ لتحقيق ذلك، بينما زعم شاكري أن الحرس الثوري الإيراني قال إن قتل ترامب سيكلف الكثير من المال، فردوا عليه: "لقد أنفقنا بالفعل الكثير من المال.. المال ليس مشكلة"، وهذا يعني أن هذه ليست المرة الأولى لوضع مكافأة على رأس ترامب.
وفي أكتوبر 2024، أكد مدير وكالة الأمن الداخلي البريطانية MI5، إن أجهزته الاستخباراتية أحبطت ما لا يقل عن 20 مؤامرة إيرانية، تهدد بقتل مواطنين ومقيمين في المملكة المتحدة منذ عام 2022، حيث تعتمد على تجار المخدرات الدوليين والمحتالين لتنفيذ مخططها.
لجأ الحرس الثوري إلى شاكيري لتنفيذ عملية الاغتيال بعد قضاء 14 سنة بالسجن
وفي ديسمبر 2023، تم سجن رجل بسبب عمليات الاستطلاع التي قام بها ضد المقر الرئيسي لمنظمة إيران الدولية الإعلامية، واضطرت قناة "إيران إنترناشيونال"، في المملكة المتحدة إلى إغلاق مكتبها في لندن، بعد تحذير الشرطة لها بعد الحفاظ على سلامة صحفييها.
لجأ الحرس الثوري الإيراني إلى شاكري - وهو مجرم سابق - للقيام بأعماله القذرة، بدلًا من التسلل إلى الولايات المتحدة، حيث ولد شاكري في أفغانستان، وهاجر إلى الولايات المتحدة، وقضى 14 عامًا في سجن نيويورك بتهمة السرقة بعد انضمامه لشبكة إيرانية لتأجير الأسلحة.
وأُطلق سراحه عام 2008 وعاد إلى طهران، لكنه حافظ على اتصال مع "أصدقائه" الأميركيين، وعندما طلب منه الحرس الثوري الإيراني استهداف ترامب، لجأ إلى هذه الشبكة، ولكنه فشل ولو نجح لكانت العواقب امتدت إلى جميع دول العالم.
بايدن سمح لإسرائيل بالرد على إيران ومنع نتنياهو من ضرب المنشآت النووية
كان من الطبيعي أن يسمح بايدن بالضربات الإسرائيلية ضد النظام الإيراني، ولكنه منع بنيامين نتنياهو من ضرب المنشآت النفطية الإيرانية والهجمات النووية خلال تبادل إطلاق الصواريخ في الآونة الأخيرة.
كانت أميركا ترغب في فرض تكلفة على النظام الإيراني، وهي تمتلك ترسانة ضخمة من القوة البحرية والجوية، حيث تتواجد حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن - وهي حاملة طائرات من فئة نيميتز وعلى متنها عشرات القاذفات المقاتلة - حاليا في خليج عمان، قبالة الساحل الإيراني.
وتنتشر ثماني مدمرات أمريكية بين الخليج والبحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط، مزودة بصواريخ منه "توماهوك" التي يمكن استخدامها لمهاجمة إيران بشكل مباشر، وصواريخ مضادة للطائرات لإسقاط أي شيء تطلقه إيران ردًا على ذلك.
حاملة الطائرات “USS جورجيا” تحمل الصواريخ مع نشر المدمرات في المنطقة
كما تختبئ حاملة الطائرات "USS جورجيا" تحمل المزيد من الصواريخ، بينما تتمركز حول المنطقة مئات الطائرات الإضافية، منها طائرات إف-22 رابتور، وإف-15 إي، وإف-16، وأيضًا نشر مدمرات ومقاتلات وقاذفات ثقيلة من طراز بي-52 الأسبوع الماضي.
لقد حاولت أمريكا منع وضع الغليان، ولكن لو نجحت إيران في قتل أحد المرشحين الرئاسيين، فقد يشعر بايدن أنه ليس لديه خيار سوى الرد - والمخاطرة بإشعال حمام دم كان من الممكن أن يؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة.
والآن بعد أن أصبح ترامب متجها إلى البيت الأبيض مرة أخرى، هناك سؤلًا يطرح نفسه عن رد فعله بعد محاولة اغتياله الفاشلة.