منع الاختلاط والسفر بدون محرم.. قرار وزير الداخلية يثير الغضب داخل ليبيا (فيديو)
أصدر عماد الطرابلسي وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، يوم الأربعاء، قرارًا تسبب في إثارة حالة من الغضب داخل الشارع الليبي، خلال الساعات الماضية، بعد أعلانه عودة "شرطة الآداب لـ الشوارع بعد انتشار ظواهر منافية لقيم المجتمع في ليبيا.
ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية تفاصيل صدور قرار من وزير الداخلية عماد الطرابلسي أثار حالة من الجدل في الشارع الليبي يقضي بمنع قصات الشعر الغريبة وأيضًا ملابس الشباب التي لا تتناسب مع ثقافة المجتمع وتقاليدة.
فرض الحجاب على الطالبات في المدارس ومنع الاختلاط
شدد وزير الخارجية الليبي عماد الطرابلسي، على ضرورة ارتداء المرأة لباسًا محترمًا في الأماكن العامة، داعيًا وزارة التعليم إلى فرض ارتداء الحجاب على الطالبات، وعدم سفر المرأة بدون محرم، وتفعيل نظام الشرطة النسائية لمنع الأعمال المنافية للآداب، ومنع الاختلاط بالرجال في المقاهي والأماكن العامة.
داخلية ليبيا: "من يبحث عن الحرية الشخصية يذهب إلى أوروبا"
وتوعد عماد الطرابلسي وزير الداخلية الليبي في بيانه، باعتقال كل من يخالف ذلك، واقتحام البيوت في حال ثبوت تورط أي شخص في أعمال منافية للآداب، وقال إن من "يبحث عن الحرية الشخصية يجب أن يذهب إلى أوروبا".
"قوانين داعش" تثير الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي
أثار القرار جدلًا واسعًا وتفاعل الليبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من رحب بهذا القرار "للحدّ من الانحدار الأخلاقي الذي شهده المجتمع" وفق زعمه، وآخرين رأوا أن فرض قواعد الأخلاق على الناس تقييد لحرياتهم الشخصية وعودة إلى الوراء.
مدونة ليبية: هناك فرقا بين الحفاظ على الآداب وقوانين داعش
ومن جانبها اعتبرت أميرة يوسف الناشطة الليبية، أن هناك فرقًا بين الحفاظ على الآداب العام وبين فرض قوانين داعش، موجهةً كلامها إلى وزير الداخلية قائلةً "نحن ضد التعري والابتذال والمخدرات والخمور والفساد بكل أنواعه وأي شيء يمس بالآداب العامة".
وتابعت يوسف بقولها: " لكن أن تفرض لباسًا معينًا على الفتيات الصغيرات وتمنع المرأة من السفر إلا بمحرم وتمنعنا من الأكل في الأماكن العامة، وتقول إن من يبحث عن الحرية الشخصية يجب أن يذهب لأوروبا، بقي أن تعلن أن ليبيا امتداد لداعش حتى يتدخل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإبداء مواقفهم.
واعتبر مدون آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن تلك التصريحات كارثية، وشروع في نشر الفكر المتطرف وفرضه في المدارس والمناهج والشوارع، مشيرًا إلى أن الفكر السليم لا يحتاج إلى عصا أو شرطة آداب لترسيخِه.
ليبيون: يحاربون الحرية والسماح بالسلع منتهية الصلاحية
وتساءل ليبيون آخرون، لماذا لا يحاربون الفساد والسلع منتهية الصلاحية ويلاحقون سارقي المال العام؟ بدلًا ذلك بل يتطلب توجيه إمكانيات الدولة وميزانيتها وأولوياتها نحو التربية والتعليم.
في حين رأت قلة من الليبيين أن إعادة شرطة الأخلاق للعمل خطوة في الاتجاه الصحيح بعدما انتشر الفساد والتعدّي على القيم، خاصةً وأن ليبيا تعيش منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، حالة من الفوضى وانعدام الأمن، والتخبط السياسي، وسط انقسام البلاد بين حكومتين في الشرق والغرب.