الثلاثاء 04 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ما تفسير قول الله تعالى «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا» للشيخ الشعراوي

تفسير قوله وَلَقَدْ
تفسير قوله "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا" للشعراوي

تفسير قوله تعالى "ولقد همت به وهم بها".. تعتبر سورة يوسف من أروع السور القرآنية التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر للمؤمنين، وتتطلب كل آية من آياتها التفكير والتأمل في حكمة الله تعالى وصبر سيدنا يعقوب عليه السلام، ومع قراءة السورة في كل مرة يستوقف الكثيرون قول الله تعالى: "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ"، حيث يتساءل العديد عن معنى “الهم” هنا بالنسبة لنبي الله يوسف عليه السلام.

 تفسير قوله تعالى "ولقد همت به وهم بها"

تفسير قوله تعالى "ولقد همت به وهم بها"

قال الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، في تفسيره لقوله تعالى في سورة يوسف: "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ"، إن الهم هو مجرد حديث النفس بشيء قد ينتهي بتنفيذه أو الامتناع عنه، مؤكدًا أن الله من رحمته بعباده لا يحاسبهم على الهم السيء إلا إذا ارتكبوه بالفعل. 

وبيّن أن الشخص الذي يدور في ذهنه التفكير بارتكاب معصية لكنه يجد ما يردعه عنها، يُحسب له أجر الامتناع، لأن إرادة الامتناع تعكس قوة النفس على مقاومة الإغواء.

وأوضح “الشعراوي” الفرق بين ما ورد عن موقف امرأة العزيز وموقف النبي يوسف عليه السلام، لافتًا إلى أن القرآن عبّر عن حال امرأة العزيز بقوله: "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ"، وهذا التعبير يشير إلى محاولتها وإرادتها القوية في الإغواء.

وتابع: أما نبي الله يوسف عليه السلام، فقد جاء التعبير القرآني بحرف "لولا"، في قوله: "وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ"، مبينًا أن هذا الحرف يعني أن يوسف لم يهمّ بها فعليًا؛ إذ إن رؤيته لبرهان ربه كانت مانعًا يسبق أي نية أو همّ تجاهها.

معنى قوله تعالى "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ"

وشرح الشيخ الشعراوي أهمية حرف "لولا" في اللغة العربية، لافتًا إلى أنه حرف يفيد امتناع الشيء لوجود غيره، مما يشير إلى أن امتناع يوسف عن همّه بامرأة العزيز كان بسبب برهان ربه، ممثلًا لذلك بقوله: عند تقول "لولا أن زيد عندك لأتيتك"، يعني أن الحضور لم يتم بسبب وجود زيد، وهكذا كان الحال مع يوسف؛ فقد كان برهان الله المانع الذي صرفه عن الاستجابة لرغبة امرأة العزيز.

وأكد أن القرآن هنا لا ينفي عن يوسف الهم لأن في عدم الهم ما قد يُساء فهمه، وكأن عدم ميله يرجع إلى نقص في رجولته أو مشاعره الإنسانية، وإنما أتى التعبير في الآية بحرف "لولا" ليبيّن أن امتناعه عن الهم ليس بسبب نقص أو ضعف، بل نتيجة التقوى وبرهان الله الذي يحفظ عباده المخلصين.

تم نسخ الرابط