أسعار الذهب تتراجع عالميا بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا في تداولات اليوم الأربعاء الموافق 6 نوفمبر 2024، متأثرة بتأثير نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة، وهذا الفوز دفع الدولار الأمريكي إلى الارتفاع، مما أثر سلبًا على الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بينهما حيث يتم تسعير الذهب بالدولار.
ومن المتوقع أن تستمر حالة التذبذب في أسعار الذهب طوال اليوم، وسط متابعة الأسواق للتطورات المتعلقة بالانتخابات ونتائجها.
أسعار الذهب عالميًا
سجلت أونصة الذهب انخفاضًا بنسبة 0.7% اليوم، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ حوالي 3 أسابيع، مسجلة 2701 دولارًا للأونصة، قبل أن تعود الأسعار للتعافي قليلاً وتتداول حاليًا عند مستوى 2724 دولارًا، وكان قد افتتح الذهب تداولات اليوم عند 2743 دولارًا للأونصة، ومنذ تسجيله أدنى مستوى في 3 أسابيع، تراوحت الأسعار بين 2720 و 2750 دولارًا للأونصة، وهي النطاقات التي استمرت في السيطرة على حركة التداولات للجلسة الرابعة على التوالي.
التأثيرات الناتجة عن فوز ترامب
وجاء التأثير اللحظي لفوز ترامب سلبيًا على أسعار الذهب بسبب الارتفاع الملحوظ للدولار الأمريكي، الذي سجل أعلى مستوى له منذ حوالي 4 أشهر ونصف مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهذا الارتفاع في الدولار أثر سلبًا على الذهب الذي عادةً ما يتراجع مع قوة الدولار، ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن يشهد الذهب انتعاشًا على المدى المتوسط والطويل، بدعم من السياسات الاقتصادية للرئيس ترامب، التي تشجع على زيادة الإنفاق، رغم العجز والدين الضخم الذي تعاني منه الولايات المتحدة.
كما أن السياسة الخارجية غير الواضحة للولايات المتحدة قد تدفع الأسواق نحو الذهب كملاذ آمن في مواجهة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
ترقب اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
في الوقت نفسه، تترقب الأسواق اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يستمر يومين وينتهي يوم الخميس، بالإضافة إلى تصريحات رئيس البنك الفيدرالي، جيروم باول، للحصول على إشارات حول توجهات البنك بشأن أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يعلن الفيدرالي عن خفض طفيف لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، بعد الخفض الكبير الذي تم في سبتمبر الماضي بمقدار 50 نقطة أساس.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المحللون أن تؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية على توجهات البنك الفيدرالي، حيث قد يؤدي فوز ترامب إلى استمرار سياسة خفض أسعار الفائدة لتشجيع النمو، إلا أن الفيدرالي قد يكون حذرًا في الحديث عن مزيد من التخفيضات بسبب المخاوف من تأثير السياسات الاقتصادية للرئيس الجديد التي قد تؤدي إلى تضخم مرتفع، ويعُد الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، ولذلك يبقى الذهب في موقف قوي على المدى القصير والمتوسط في ظل بيئة الفائدة المنخفضة والمخاوف الاقتصادية العالمية.