خبير نفسي: الحرمان العاطفي سبب لجوء الفتيات لـ «شات جي بي تي» | خاص
في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، بات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي Chatgpt" أمر يشكل خطورة، إذ أن الاعتماد عليه لم يعد يقتصر على العمل فقط، بل تجاوز ذلك إلى الموضوعات الشخصية واستخدامه كوسيلة لملئ الفراغ العاطفي.
ومن هذا المنطلق، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن التطور التكنولوجي له مزايا عديدة، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى استخدامات سلبية لدى البعض.
خبير نفسي: سبب لجوء الفتيات لـ Chatgpt الحرمان العاطفي
وكشف "فرويز" في تصريحات خاصة لموقع "الأيام المصرية"، أن سبب لجوء بعض الأشخاص للتحدث مع الذكاء الاصطناعي وبشكل خاص "شات جي بي تي Chatgpt"، هو الحرمان العاطفي.
وأوضح أن الإنسان بفطرته يحتاج إلى التواصل العاطفي والشعور بالتفاهم والدعم من الآخرين، منوهًا أن الفتيات عندما يجدن شخصًا يسمعهن ويتحدث معهن ويفهمهن، لن يلجأن للتحدث مع الذكاء الاصطناعي كبديل أو لتفريغ مشاعرهن.
وبيّن أن الحرمان العاطفي هو مشكلة يعاني منها الكثيرون، فكما يحتاج الإنسان للطعام والشراب والنوم، فهو بحاجة للعاطفة والدعم أيضًا، "احنا بنعاني من الحرمان العاطفي، وهذا الحرمان لا يقل أهمية عن الحاجات الأساسية كالأكل والشرب والنوم".
الحرمان العاطفي وشات جي بي تي Chatgpt
واستطرد الخبير النفسي قائلًا: "إحنا دايمًا محتاجين حد يطبطب علينا ويكلمنا"، مؤكدًا أن العاطفة ليست مجرد علاقة جسدية بل هي تواصل إنساني يتمثل في الحضن والسؤال والاهتمام والتفاهم، مضيفًا أن هذه المشاعر العاطفية تلبي احتياجات الناس وتغنيهم عن التوجه إلى الوسائل الرقمية لتفريغ مشاعرهم.
وأكمل: إن الذكاء الاصطناعي وإن كان يقدم إجابات ومشورة، لكنه يفتقر إلى الروح والمشاعر، فهو يعرض معلومات جافة ولا يعوض التفاعل البشري، وفي ظل غياب الصداقات والعلاقات الإنسانية، أصبح الذكاء الاصطناعي بديلاً عند البعض لتعويض الفراغ العاطفي الذي يشعر به.
“شات جي بي تي Chatgpt” بديل للخطوبة والزواج
وأردف "فرويز" قائلًا: هناك شباب وصلوا لسن الزواج ولكن يواجهون تحديات اقتصادية، هذا الوضع جعل الأمور المالية كتكاليف الشقق والأثاث، عقبة في طريق الارتباط، مما جعلهم يلجأون للذكاء الإصطناعي لملئ الفراغ العاطفي كتعويض لهذا النقص.
طبيب نفسي: الذكاء الاصطناعي يسبب اضطرابات نفسية
وحذر فرويز من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، مبينًا أنه قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية، إذ يتعود البعض على التواصل مع الأجهزة بدلًا من البشر، الأمر الذي يؤدي إلى عزلهم تدريجيًا عن المجتمع.
وختم حديثه، بأنه يمكن تجنب مثل هذه الأمور من خلال تقليل نفقات الزواج وتخفيف الأعباء المادية، منوهًا أن الدولة بدأت بالفعل في توفير الشقق السكنية، إلا أن هناك حاجة لتخفيض الأسعار والعمل على تحسين الوضع الاقتصادي العام لتسهيل الأمور على الشباب المقبلين على الزواج.