هل الشيعة مسلمون ؟.. دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل
هل الشيعة مسلمون، سؤال يتم تداوله بشكل متكرر على صفحات دار الإفتاء المصرية بشكل كبير خلال الفترة الماضية ، بسبب الاختلافات الفقهية والعقائدية بين الشيعة وأهل السنة والجماعة.
هل الشيعة مسلمون؟
وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء، إن الشيعة يمثلون أحد المذاهب الإسلامية المتعددة وهم من جملة المسلمين، وتتضمن مجموعة متنوعة من الفرق التي تتباين في معتقداتها، منها ما هو معتدل ومنها ما يتسم بالغلو.
من هم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية والزيدية ؟
وأكدت أن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية والزيدية، تعتبر جزءًا أصيلًا من الأمة الإسلامية، موضحة أن الزيدية هي الأقرب إلى أهل السنة والجماعة، أما الإمامية الاثنا عشرية، فهم ليسوا من أهل السنة والجماعة، إلا أنهم يندرجون ضمن المسلمين الموحدين تحت راية الإسلام.
وشددت الدار على أن إصدار الأحكام العامة على جميع الشيعة دون مراعاة الاختلافات بينهم أو تمييزهم بناءً على مستوى تشيعهم، ودون التفرقة بين علماء المذهب وعوامهم، يُعد مجانبًا للعدل والإنصاف، معللة بأن هذا التعميم يؤدي إلى الفتنة والانقسام.
هل يدخل الشيعة الجنة؟
تعتبر السنة والشيعة من أكبر الطوائف في العالم الإسلامي، نشبت بينهما الخلافات والصراعات منذ أكثر من 14 قرن، وعلى أساسها حدثت الفرقة بين الطائفتين.
سبب الخلاف بين الشيعة والسنة
تأتي الإمامة في مقدمة قائمة الخلافات التي نشبت بين السنة والشيعة، إذ يؤمن الشيعة بأن خليفة المسلمين أو الإمام يُعين بنص إلهي صريح، مما يعني أن الأمر محسوم ولا دخل للأفراد فيه، بينما يؤمن السنة أن أمر الإمامة قائم على الاختيار والانتخاب، معللين لذلك بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يختار خليفة من بعده بل ترك الأمر للمسلمين.
بينما علل الشيعة قولهم بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- اختار علي بن أبي طالب للخلافة ويتوارثها أولاده من بعده، الأمر الذي يدل على عدم جواز صرفها لغيرهم، مستدلين على ذلك بحديث الغدير -وهو من الأحاديث المعروفة والمتواجدة في كتب السنة-، والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت وليه، فعلي وليه".
ويرى الشيعة أن الحديث السابق يعتبر دليل قطعي على وجوب الخلافة لـ علي -رضي الله عنه-، بينما يرى أهل السنة والجماعة أن المقصود بالمولاة في الحديث المحبة والمودة وترك المعاداة، منوهين أن الإمام من الأمور العظيمة التي لا يمكن الدلالة عليها بلفظ مجمل.
وبناء على ذلك، فإن خلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، تعتبر صحيحة وشرعية في نظر أهل السنة لأنها تمت باختيار المسلمين، بينما تعتبر غير شرعية في نظر الشيعة لأنها من حق علي وانتزعت منه غصبًا.
العصمة لمن عند الشيعة
أما الخلاف الثاني بين الطائفتين فيكمن في العصمة، حيث يؤمن أهل السنة بأن العصمة لا تثبت إلا للأنبياء فقط لأن أمرهم مرهون بالوحي، وأن عموم الناس بما فيهم الصحابة رضوان الله عليهم، منفي عنهم العصمة أي أنهم يصيبون ويخطئون ويؤخذ من قولهم ويترك.
بينما يؤمن الشيعة بأن العصمة تشمل الأئمة الإثنى عشر بداية من علي بن أبى طالب حتى محمد بن الحسن العسكري، وهو مهدي آخر الزمان في نظرهم، مستشهدين على ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، منها قوله تعالى "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
تعتبر السنة النبوية عند كل من الشيعة وأهل السنة، هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي والتي تأتي بعد القرآن الكريم، حيث تعتبر بمثابة امتداد وشرح لما في جاء القرآن.
ويكمن الاختلاف في هذه النقطة، بأن أهل السنة يرون أن السنة النبوية مقتصرة على أقوال وأفعال -الرسول صلى الله عليه وسلم- وكذلك تقريره، بينما يرى الشيعة أن السنة تشمل أيضًا الأئمة المعصومين لأن سنتهم تجري مجرى سنة الرسول، وبالتالي فإن كل ما يصدر عنهم من لا يعتبر رأي أو اجتهاد أو استنباط، وإنما يعد عين سنة النبي سواء قاموا بإسنادها إليه -صلى الله عليه وسلم- أم لا.
كما أن الشيعة لا يؤمنون بفكرة عدالة جميع الصحابة كما يفعل أهل السنة، لذا لا ينقلون السنة الواردة عن كل الصحابة، وإنما يقتصر الأمر على المعتبرين عندهم فقط.
عدالة الصحاب :
تعتبر عدالة الصحابة، أقل نقاط الخلاف بين أهل السنة والشيعة سواء من الناحية الفقهية أو حتى العقدية مقارنة بغيرها من نقاط الخلاف.
وعلى الرغم من أن أهل السنة يؤمنون بأن الصحابة غير معصومين من الخطأ، إلا أنهم أجمعوا على عدولهم، ويرون أنهم تقاة مستقيمو الدين والسيرة، مؤكدين أن العدل يعتبر أصل من أصولهم الكريمة، مفسرين خلافات الصحابة بأنها اجتهادات تحمل الخطأ والإصابة وهي بعيدة كل البعد عن عدل أي منهم.
بينما يرى الشيعة أن الصحابة كان فيهم العادل والفاسق، ولا يؤمنون بعدالة الجميع، بل أن بعض المتشددين في المذهب الشيعي ذهبوا إلى تكفير بعض الصحابة وسبهم وسب زوجات الرسول الكريم، الأمر الذي أثار غضب أهل السنة والجماعة.