ميتا تدخل عالم أفلام الرعب بالذكاء الاصطناعي .. تعاون جديد مع هوليوود
أعلنت شركة "ميتا" مؤخرًا عن تعاون جديد مع استوديو "بلومهاوس" الأمريكي الشهير، والذي يشتهر بإنتاج أفلام الرعب الناجحة مثل “Get Out”، وتهدف هذه الشراكة إلى اختبار أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي تدعى "موفي جن" (MovieGen).
وهي أداة لا تزال في مرحلة التجريب وتعمل على إنشاء مقاطع فيديو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويأتي هذا التعاون كجزء من جهود هوليوود لاستكشاف سبل جديدة لصناعة الأفلام، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الصناعة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل.
ما هي أداة "موفي جن"؟
"موفي جن" هي أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تمكن المستخدمين من إنشاء مقاطع فيديو استنادًا إلى أوامر مكتوبة أو صور، مع إمكانية تعديل مقاطع الفيديو الموجودة وإضافة مقاطع صوتية بشكل سلس، وتعد هذه الأداة ابتكارًا ثوريًا، حيث تساعد المخرجين على تنفيذ أفكارهم بسرعة أكبر واستكشاف رؤاهم الإبداعية بشكل أعمق.
ومع ذلك، تظل الأداة في مرحلة التجريب، حيث تعمل "ميتا" على تطويرها بالتعاون مع مخرجين بارزين في صناعة الأفلام لاختبار إمكانياتها وحدودها، ومن بين هؤلاء المخرجين، نجد أسماء لامعة مثل كايسي أفليك، الفائز بجائزة الأوسكار، وأنيش شاجانتي. يعمل هؤلاء المخرجون على إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تهدف إلى أن تكون جزءًا من تسلسلات أفلام رعب أطول، مما يفتح المجال أمام ابتكارات جديدة في هذا النوع من الأفلام.
تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الأفلام
يشهد قطاع صناعة الأفلام في هوليوود تحولًا كبيرًا مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى العملية الإبداعية، وإذ تعمل أدوات مثل "موفي جن" على تسريع عمليات إنتاج الأفلام، ما يتيح للمخرجين تنفيذ أفكارهم في وقت أقصر وبجهد أقل، ولكن هذا التحول لم يمر دون إثارة الجدل، حيث أعرب بعض الفنانين والمبدعين عن مخاوفهم بشأن تأثير هذه الأدوات على حقوقهم الإبداعية.
وقد عبر بعض الفنانين عن خشيتهم من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتلاعب بأصواتهم أو حركاتهم دون الحصول على موافقتهم الصريحة، مطالبين بضمانات تحمي حقوقهم في هذا المجال، وقد أكد جيسون بلوم، مؤسس استوديو "بلومهاوس"، على أهمية مشاركة الصناعة الإبداعية في تطوير هذه الأدوات لضمان حماية حقوق الفنانين والمبدعين.
دعوات لضمانات حقوق الفنانين
ومع تزايد المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، تبرز دعوات متزايدة للحصول على ضمانات تحمي حقوق الفنانين، ففي الوقت الذي يمكن أن تكون فيه أدوات الذكاء الاصطناعي قوية في تعزيز الإبداع، يظل السؤال المطروح حول كيفية استخدامها بطريقة تحفظ حقوق الجميع، وخاصة في ظل تصاعد تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة السينما.
من جهته، أكد جيسون بلوم أن هذه الأدوات ستكون ذات قيمة كبيرة للمخرجين، مشيرًا إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف الفاعلة في تطوير هذه التقنيات لضمان عدم التأثير سلبًا على الصناعة الإبداعية، وأضاف بلوم أن الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل مستقبل صناعة الأفلام، لكنه شدد على أهمية إيجاد توازن بين التكنولوجيا وحماية حقوق الفنانين.
مستقبل صناعة الأفلام في ظل الذكاء الاصطناعي
مع استمرار الشراكة بين "ميتا" و"بلومهاوس"، تبدو صناعة الأفلام على أعتاب حقبة جديدة، حيث يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في عملية الإبداع والإنتاج ومع ذلك، لا يزال من الضروري متابعة كيفية تأثير هذه التكنولوجيا على مستقبل صناعة الأفلام وحماية حقوق الفنانين في هذا المجال.
في النهاية، يعد هذا التعاون بين "ميتا" وهوليوود خطوة جديدة نحو استكشاف قدرات الذكاء الاصطناعي في عالم الفن، ولكنه يظل أيضًا محل نقاش بين الفنانين وصناع القرار حول كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق الإبداعية.