ما المقصود بمكر الله في القرآن؟.. "الإفتاء" تُجيب
ما المقصود بمكر الله في القرآن؟.. ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، من أحد متابعيها جاء نصه كالآتي: ما المقصود بمكر الله في قولة تعالى ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
ما المقصود بمكر الله في القرآن؟
وفي إجابتها، أوضحت دار الإفتاء أنه لا يجوز شرعًا وصف الله تعالى بالمكر أو الكيد بأي حال من الأحوال، منوهة أن الله سبحانه وتعالى منزه عن مثل هذه الصفات البشرية، لأن الله جل وعلا فوق كل ما يُتصور أو يُنسب إليه من أوصاف.
وبيّنت أن ما ورد في القرآن الكريم من آيات تشير إلى المكر أو الكيد، فإنما يقصد بها أن الجزاء يكون من جنس العمل، فالمكر والخداع الذي يمارسه الطغاة والظالمون مهما بلغ لا يساوي شيئًا أمام قدرة الله سبحانه وتعالى وحكمته في تدبير الأمور وإهلاك الظالمين، مؤكدة أن كل ما يخطر في بال البشر حول هذا الأمر فالله تعالى خلاف ذلك.
معنى قولة تعالى ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
وأضافت أن هذا الأسلوب اللغوي الذي ورد في القرآن الكريم قائم على مبدأ المشاكلة والمقابلة كما أشار علماء البلاغة، ويعني ذلك مقابلة الفعل بالفعل من باب البلاغة والتناسق اللغوي.
واستطردت أن هناك أمثلة كثيرة في القرآن الكريم على هذا الأسلوب منها قوله تعالى: "نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ"، وقوله: "فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ"، منوهة أنه لا يمكن أن يُنسب النسيان إلى الله تعالى، فهو القائل: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا"، إنما الغرض من هذه الآيات هو توضيح مبدأ أن الله يعاملهم بما يناسب أعمالهم.
واسترسلت أن الله تعالى حينما قال "يكيد" أو "يمكر" في بعض الآيات، فإن هذا لا يعني أن الله يمارس تلك الأفعال كما يفعل البشر، بل المعنى أن الله سبحانه وتعالى يستخدم قدرته وقوته في إحباط مكر الماكرين وكيد الكائدين، فمهما بلغت درجة مكرهم، لن يستطيعوا أن يغلبوا تدبير الله وانتقامه العادل.
الإفتاء: كل تصور يخطر على بال البشر عن الله هو خاطئ
وأكدت الإفتاء أن الله تعالى منزه عن أي شائبة تتعلق بصفات البشر أو أفعالهم، وأنه عز وجل لا يُماثله شيء في صفاته ولا في أفعاله، وكل تصور قد يخطر على بال البشر عن الله فهو بالضرورة خاطئ، لافتًا إلى أن من أراد فهم الله بقدرته البشرية المحدودة لن يتمكن أبدًا من الإحاطة بذات الله.