لماذا ترفض ولايات أمريكية الاحتفال بذكرى يوم كولومبوس ؟
يوافق اليوم الاثنين في الولايات المتحدة الأمريكية يوم كولومبوس، الذي يحيي ذكرى وصول الإيطالي كريستوفر كولومبوس إلى الأمريكيتين عام 1492، حيث يحتفل بهذا اليوم في الاثنين الثاني من أكتوبر من كل عام، ويعتبر عطلة رسمية للمكاتب الحكومية والمدارس، كما تُدرج ضمن عطلات العديد من المؤسسات غير الرسمية، ويرصد الأيام المصرية التفاصيل
اتهامات كولومبوس باركتاب جرائم إبادة جماعية ضد السكان الأصليين
ورغم ذلك فهناك اتهامات من قبل ناشطون وسياسيون بارتكاب مجازر وجرائم إبادة جماعية ضد السكان الأصليين المشهورين بالهنود الحمر. بينما يزعم البعض أنه مستكشفاً، ويرى آخرون أنه يمثل الاستعمار والانتهاكات التي تعرضت لها الشعوب الأصلية.
وأدى وصول كولومبوس إلى جزر الباهاما إلى قرون من الهيمنة الإسبانية والبرتغالية على مناطق تمتد من الولايات المتحدة الحالية حتى القارة القطبية الجنوبية، وتسبب الاحتلال وما تبعه من تجارب استعمارية في جدل مستمر، حييث إن العديد من زعماء أمريكا اللاتينية اليوم يعبرون عن وجهة نظر أكثر انتقادًا، معترفين بوقوع انتهاكات، بما في ذلك المذابح والعمل القسري.
وأعلن علماء إسبانيين أن كولومبوس في تصريحات جديدة، الذي كان يعتقد أنه من جنوة الإيطالية، هو من اليهود السفارديم في أوروبا الغربية، مما أضاف بُعدًا جديدًا للنقاش حول إرثه.
كيف تحتفل بعض الدول الأخرى بيوم كولومبوس
في العديد من الدول اللاتينية، يحتفل بهذا اليوم بأسماء مختلفة؛ ففي الأرجنتين، تم تغيير اسمه من "يوم العرق" إلى "يوم احترام التنوع الثقافي" في 2010، بينما يُعرف في فنزويلا بـ"يوم مقاومة الشعوب الأصلية".
عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشار مكتب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى أن وصول كولومبوس نشر ما أسماه بالتنوير في المنطقة، مضيفًا أن وصوله كان بداية الحضارة في القارة الأمريكية.
ولايات أمريكية ترفض الاحتفال بيوم كولومبوس
تحتفل بعض الولايات مثل نيويورك بـ "يوم كولومبوس"، ترفض ولايات أخرى مثل ساوث داكوتا هذه الاحتفالات، مُصممة على إحياء يوم الشعوب الأصلية أو الهنود الحمر.
ويؤكد نشطاء من الشعوب الأصلية أن هذا اليوم يجب أن يُكرّم "المأساة الإنسانية للشعوب التي تعرضت للظلم بسبب الاستعمار الأوروبي"، بينما يرى آخرون أنه مناسبة للاحتفال بالتداخل الثقافي بين أوروبا والشعوب الأصلية، وفي 2020، تم تدمير أكثر من 33 تمثالًا لكولومبوس في مدن أمريكية خلال الاحتجاجات التي أعقبت مقتل جورج فلويد.
ويعود تاريخ كولومبوس إلى العالم الجديد إلى عام 1492 عندما قرر ملك إسبانيا فرديناند والملكة إيزابيلا الاستعانة بكولومبوس للعثور على طريق جديد نحو آسيا، لكنه بدلاً من ذلك، وصل إلى قارة جديدة دون أن يدرك ذلك.
وفي 12 أكتوبر 1492، وصل كولومبوس إلى جزر الباهاما، ليصبح أول أوروبي يطأ الأراضي الأمريكية ثم زار كوبا وهيسبانيولا، حيث أسس أول مستعمرة إسبانية.
ليعود كولومبوس إلى إسبانيا في مارس 1493، حاملًا الذهب والتوابل وأسرى من السكان الأصليين، واستمر في رحلاته حتى وفاته في 1503.
أطلق الرئيس الأمريكي بنجامين هاريسون أول احتفال وطني بكولومبوس عام 1892، وأعلن الرئيس فرانكلين روزفلت "يوم كولومبوس" عطلة وطنية في 1937.
تاريخ الاحتفال بأول يوم وطني لكولومبوس في 1892 جاء في إطار أزمة دبلوماسية مع إيطاليا عقب إعدام عدد من المهاجرين الإيطاليين في نيو أورليانز، مما أثار احتجاجات غاضبة.