50 مليار دولار خسائر.. هل إعصار ميلتون انتقام إلهي من أمريكا؟
في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم على غزة ولبنان وتوجه الطائرات ضرباتها ضد الأطفال والسيدات والمدنيين العزل، تعلن عناية السماء غضبها على الولايات المتحدة الحليف الأول والداعم لإسرائيل بتوجيه إعصار ميلتون الذي كبدها أكثر من 50 مليار دولار خلال أيام.
يرصد لكم موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية كل ما يثار حول إعصار ميلتون كونه غضبًا من الله ضد أمريكا جراء دعمها لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة ولبنان.
الإعصار جند من جنود الله يبتلي بها من يشاء
ويعد الإعصار جند من جنود الله، يبتلي الله سبحانه وتعالى به من يشاء من عباده، لقوله تعالى: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" (المدثر: 31)، فالإعصار منخفض جوي محاط بالسحب الهائلة يسبب سقوط أمطارًا غزيرةً ورياحًا شديدةً.
ويعد الإعصار أقوى أشد تدميرًا على وجه الأرض فهو من أخطر الكوارث البيئية التي تصيب البشرية ويموت مئات البشر أو آلاف البشر بسببه سنويًا خاصة في حالة ارتفاع درجة الخطورة إلى الدرجة الخامسة التي تعد درجة خطيرة ومدمرة.
صور وأشكال الأعاصير المختلفة
وتتضح خطورة الأعاصير في ثلاث صور وهي: القوة الأولى حيث يرتفع موج البحر وتسبب فيضانات بحرية قد تصل لليابسة فتحدث دمارًا هائلًا وكبيرًا والثانية قوة رياح العاصفة التي تصاحب الأعاصير.
وأما القوة الثالثة من الأعاصير فهي قوة المطر التي تصاحب الرياح حيث تعادل كمية الأمطار الهاطلة مع الإعصار كمية الأمطار التي تسقط خلال العام بأكمله فتقع السيول الجارفة والفيضانات المدمرة.
وورد عن زينب رضي الله عنها، قالت: "قلت لرسول الله، أنهلك وفينا الصالحين، قال نعم، إذا كثر الخبث"، وحدث زلزال في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجمع الناس وقال لهم: (والله ما اهتزَّت إلا لأمرٍ أحدثته، أو أحدثتموه، والله لأن عادت، لا أساكنكم فيها أبدًا).
الأعاصير آية من آيات الله
وتوضح دار الإفتاء المصرية إن المعلوم في الدين أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بقدرة الله عزَّ وجلَّ، لقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].
قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (1/ 515، ط. دار الكلم الطيب): [والمعنى أنه خلق السماوات والأرض بالحق والحكمة، وحين يقول لشيءٍ من الأشياء: كُن، فيكون ذلك الشيء. ﴿قَوْلُهُ الْحَقُّ﴾ والحكمة؛ أي: لا يكون شيء من السماوات والأرض وسائر المكونات إلا عن حكمة وصواب... ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ في الإفناء والإحياء ﴿الْخَبِيرُ﴾ بالحساب والجزاء] اهـ.
وتوضح دار الإفتاء المصرية أن الإعصار آية من آيات الله تعالى من أجل ما يريد الله بذلك من خشية عباده له وفزعهم إليه بالدعاء والتوبة، فالصالح إذا صبر على البلاء نال الأجر والثواب من الله تعالى بصبره على ما أصابه من جراء هذه الزلازل من ضرر.
ويقول تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157].
أما العاصي عندما ينزل به البلاء فقد يكون عقوبة، أو تخويفًا وإنذارًا له؛ لينتهي عن ارتكاب ما نهى الله عنه، لقوله تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59].