هل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ينهي أزمته الطاحنة؟.. خبراء يجيبون
انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وضواحيه، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 2000 شخص وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين أغلبهم من الأطفال والنساء، عاد الحديث عن انتخاب رئيس لدولة لبنان مرة أخرى كأبرز الحلول للأزمة الحالية في بيروت، لاسيما أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب انتهاكات صارخة للقانون الدولي باستهداف الجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام اليونيفيل.
الدعم المصري المطلق للبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، لتأكيد دعم مصر الكامل والمطلق للبنان ووقوفها إلى جانبه في هذه الظروف الدقيقة، وعلى رفضها المساس بأمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه.
وشدد الرئيس السيسي، على أهمية وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل ودائم في كل من لبنان وغزة، مشيرًا إلى أن عدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في وقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية ولبنان قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، مما يهدد الاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة إلى لبنان بشكل فوري، تعبيرًا عن تضامن مصر مع الشعب اللبناني، مؤكدًا استمرار دعم بلاده للبنان على جميع الأصعدة.
ليثمن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الموقف المصري الداعم لبلاده، مشيرًا إلى نتائج الاتصالات التي تجريها الحكومة اللبنانية لاحتواء الأوضاع الحالية وبالدور الذي تقوم به مصر في جهود استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
أصوات تنادي بسرعة انتخاب رئيس جمهورية في لبنان
مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون منذ حوالي عامين، لم يتمكن البرلمان اللبناني من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث امتنعت كتلة نواب حزب الله وحركة أمل عن تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة بهدف إيصال مرشحهم، الذي يفتقر إلى تأييد الأغلبية النيابية.
ومع اندلاع الحرب بين لبنان وإسرائيل، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية قادر على ضمان الاستقرار، والتفاوض لوقف الحرب ورسم تسوية سياسية. ورغم الجهود المبذولة من قبل سفراء اللجنة الخماسية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة وقطر ومصر، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق.
عادل يمين : انتخاب رئيس لبنان ضروري لسد الفراغ السياسي
يرى الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين، أنه من الضروري انتخاب رئيس جديد للجمهورية لسد الفراغ الرئاسي واستئناف عمل المؤسسات والسلطات، معتبرًا أن رئيس الجمهورية هو رمز وحدة الوطن وقائد القوات المسلحة، رغم أن النظام اللبناني برلماني وصلاحيات الرئيس قد تم تقليصها بعد اتفاق الطائف.
وأكد يمين، أنه في ظل الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال، فإن إدارة البلاد تكون منقوصة وغير سليمة، وشدد على أهمية وضع استراتيجية دفاعية تعيد تفعيل دور الجيش اللبناني وتحدد دور القوى الأخرى من خلال حوار وطني يترجم إلى قرارات من السلطة الدستورية.
وجدي العريضي يؤكد على ضرورة وجود مؤسسات فعالة
في المقابل، أكد الكاتب السياسي وجدي العريضي، على أهمية وجود دولة قوية ومؤسسات فعالة لضبط الوضع الأمني والسياسي، وشدد على أن انتخاب رئيس للجمهورية هو أساس استعادة الحياة السياسية والدستورية، مما يسهل تشكيل حكومة إصلاحية تلبي المطالب الدولية.
وأشار العريضي، إلى ضرورة دعم الجيش اللبناني ومنحه الغطاء السياسي، مع التأكيد على عدم وجود أي قوى مسلحة أخرى، وأن ينتشر الجيش على الحدود لحفظ الأمن الداخلي.
وخلص العريضي إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت الحاجة الملحة لدولة قوية ورئيس توافق يحقق الاستقرار، محذرًا من استمرار دوامة الأزمات في حال عدم انتخاب رئيس وتشكيل حكومة.