منذ أيام قليلة خرجت علينا الفنانة إلهام شاهين، من حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما في نسخته السابعة، وسرعان ما توجهت للمنصة بعد تكريمها لتلقي بكلمتها العطرة "ياريتك ما اتكلمتي يا فنانة"، قالت كلماتً ليست كالكلمات على "رأي ماجدة الرومي"،
إذ وجهت التحية للشعب الفلسطيني واللبناني معا، معربة عن حزنها على ما نعيشه في المنطقة العربية من تحديات وصراعات.. حتى هذه اللحظة هي فنانة قديرة، أحترم تضامنها مع فلسطين ومؤخرا لبنان المنكوبتين.
لكن في لحظة سريعة وبكلمات متهورة، وجدتها تهزي وتقول أننا شعوب تسعى للسلام مشيرة إلى أن هذا السلام ببساطة سيحل بقرار حل الدولتين، بمعنى أن تكون هناك دولة فلسطين ودولة إسرائيل، و"هذا كلام العقلاء" على حد قولها.
غنام غنام ابن فلسطين الآبية، للأسف لم يتشح بوشاح العقل الذي تنادي به الفنانة إلهام شاهين، إذ نقل بشكل واضح في تصريحاته على هامش تكريمه وتكريم اسم فلسطين بذات المهرجان، رسالة شكر للفنانة إلهام شاهين، رافضا ومعترضا بلغة حاسمة وكلمات قاطعة ما قالته عن حل الدولتين.
وقال نصا: إلهام شاهين صاحبة موقف واضح لكني أختلف معها في قصة حل الدولتين، فالأرض إما لنا أو لنا ليس هناك حلول أخرى، لا أحد له الحق في أن يفاوض باسمي على بيت أبي وجدي، وما يحدث من حرب وتدمير هو الوضع الطبيعي، وما ليس بطبيعي هو وهم السلام الذي يدعون له.
قولتها بلساني وضميري وفطرتي البشرية التي جبلت عليها، مثلي مثل طفل بريء انتزع من بيته دون أن يعلم لماذا؟ ومن المتسبب؟ وكيف؟، قولتها قبل أن ينطق بها المسرحي القدير غنام غنام، أن لا يوجد دولة إسرائيل والأرض إما لنا أو لنا، لا خيار ثالث.
عندما سمعني زميل صحفي قدير من أبناء إحدى الصحف القومية، مزح معي وأنا أتهكم على حديث الفنانة وبعض المتكاسلين عن الدفاع عن أرض مسلوبة منا غصبا وأرواحا تزهق عنوة وجبروتا، هاجمني قائلا: “أنتوا عايزين ايه يعني ما حل الدولتين ده الكلام المنطقي؟ انتوا بتحلموا! .. هو أنتوا طايلين حتى حل الدولتين!”.
وأنا أقولها مجددا متضامنة كل التضامن مع ابن فلسطين غنام غنام “لا أحد له الحق في أن يفاوض باسمي على بيت أبي وجدي".
