مفتي الجمهورية : نجمع بين الأصالة والمستجدات في إصدار الفتوى مع مراعاة رأي ولي الأمر

ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرة مهمة بعد افتتاح البرنامج التدريبي الموجه لعلماء دُور الإفتاء الماليزية، والذي نظمته دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "التأهيل الفقهي وإدارة الفتوى بين الأصالة والمعاصرة". 

مفتي الجمهورية: الإفتاء تركز على الجمع بين الأصالة ومستجدات العصر

وخلال محاضرته، ركز "عياد" على تاريخ نشأة دار الإفتاء المصرية، مشددًا على رسوخ منهجها الفقهي وأهمية الجمع بين الثوابت الشرعية ومراعاة مستجدات العصر في عملية الإفتاء.

وتطرق خلال حديثه إلى نشأة دار الإفتاء المصرية التي تأسست عام 1895م على يد الشيخ حسونة النواوي، لافتًا إلى الدور البارز الذي تلعبه المؤسسة منذ ذلك الحين في تقديم الفتاوى وخدمة المجتمع الإسلامي. 

وكشف أن دار الإفتاء أصدرت خلال عام 2023 فقط أكثر من 1.6 مليون فتوى، موضحًا أن الفتاوى الصادرة تضمنت عدة أشكال، منها الشفوية والمكتوبة، بالإضافة إلى الفتاوى الهاتفية والإلكترونية. 

تدريب 5,567 متدربًا على الفتوى

وأكد مفتي الجمهورية أن التدريب المستمر لعلماء الفتوى يعد جزءً أساسيًا من أنشطة الدار، منوهًا أنه تم تدريب 5,567 متدربًا خلال عام 2023، لتعزيز قدراتهم الفقهية في التعامل مع القضايا المستجدة.

كما أشار إلى دور دار الإفتاء العالمي في تأسيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في عام 2015، والتي تضم حاليًا أكثر من 111 عضوًا من 85 دولة حول العالم، مبينًا أن الأمانة عقدت منذ عام 2016 تسعة مؤتمرات دولية.

لا يفوتك

مفتي الجمهورية : إسرائيل تسعى لسفك المزيد من الدماء وسط صمت المجتمع الدولي

مفتي الجمهورية: نجحنا في التصدي لظواهر مجتمعية خطيرة أبرزها زواج القاصرات وختان الإناث

المراحل الأساسية لعملية إصدار الفتوى في دار الإفتاء المصرية

وتناول المفتي خلال المحاضرة أيضًا، المراحل الأساسية لعملية إصدار الفتوى في دار الإفتاء المصرية، والتي تتمثل في أربعة مراحل هي: 

• تصوير المسألة.
• التكييف الفقهي.
• الحكم الشرعي.
• وتطبيقه على الواقع.

وشدد على أن هذه المنهجية تساعد في تحقيق الدقة والمرونة في الفتاوى بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تركز على التيسير ورفع الحرج.

مهام المفتي بدار الإفتاء 

ولفت الدكتور نظير عياد إلى  مهام المفتي والتي تتمثل في الآتي:

• أن يتجنب المفتي إيقاع الناس في المشقة والحرج.
• أن يختار من الآراء الفقهية ما يسهل على الناس حياتهم، حتى لو كان مخالفًا لمذهبه الشخصي.
• عدم التمسك بالأحكام الفقهية القديمة دون مراعاة التغيرات الزمانية والمكانية.

نظير عياد: الإفتاء المصرية تعتمد على المنهج الأزهري لتميزه بالوسطية 

واستطرد المفتي أن دار الإفتاء المصرية تعتمد على المنهج الأزهري الذي يتميز بالوسطية والاعتدال، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". 

واسترسل أن أساس الفتوى هو الرفق والحكمة، مستشهدًا بقول الله تعالى الذي يوضح أهمية اللين في التعامل: {ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك}.

وأنهي حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين دُور الإفتاء العالمية، وخاصة مع دُور الإفتاء الماليزية، مواصلًا أن منهج دار الإفتاء المصرية يقوم على الالتزام بقطعيات الشريعة وإجماع العلماء، مع مراعاة رأي ولي الأمر في المسائل المستحدثة بما يتفق مع الدستور المصري.