مصر تحصد مكاسب صفقة رأس الحكمة وتحرك الاقتصاد رغم أنف مُشعلي الحروب
احتلت صفقة رأس الحكمة مقدمة محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عقب مراسم توقيع عقد الشراكة المصرية الإماراتية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد النهيان أمس.
ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية كافة تفاصيل مشروع رأس الحكمة أكبر صفقة في التاريخ والتي ستحقق لمصر وللأجيال القادمة العديد من المكاسب الاستثمارية لدفع عجلة الاقتصاد المصري.
ومن جانبه يرى تيسير مطر رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، أن أهمية هذه الصفقة تكمن في أنها بداية للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية عبر ضخ مبالغ كبيرة من النقد الأجنبي على هيئة استثمارات مباشرة، موضحًا أن هذه الصفقة هي الأهم في الفترة الأخيرة في تاريخ مصر، حيث تشجع على جذب المزيد من الاستثمارات المباشرة، وهي تعد بمثابة رسالة للمستثمرين بشأن قوة الاقتصاد المصري.
وأضاف رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ أن الآونة الأخيرة كانت هناك بعض التقارير السلبية عن الاقتصاد المصري، لكن مثل هذه الصفقات ترسل رسائل للمستثمرين الأجانب حول قوة الاقتصاد، ووجود فرص استثمارية كبيرة في المستقبل.
وأوضح مطر أن موافقة صندوق النقد على توسيع برنامجه التمويلي لمصر، يعد بمثابة شهادة حول قوة الاقتصاد المصري، وإن كنت أتمنى بشكل شخصي ألا يكون المبلغ الذي سنحصل عليه من الصندوق كبير، مضيفًا أن مصر حريصة على تعزيز علاقاتها مع أشقائها من الدول العربية ما يساهم في تحقيق مصلحة الشعوب العربية.
خبير: رأس الحكمة أكبر صفقة استثمارية في تاريخ مصر
وأوضح الخبير الاقتصادي أحمد أبو علي، أن مشروع رأس الحكمة هو يعد أكبر صفقة استثمارية في تاريخ مصر وشكل جديد من أشكال الشراكة في ظل حركة التنمية الاقتصادية التي تشهدها الدولة المصرية خلال العشر سنوات الماضية.
وأشار أبو على إلى أهمية مشروع رأس الحكمة في هذا التوقيت خاصةً في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة والتوترات الإقليمية في العالم، وتشهد مصر هذا الحدث التاريخي فهذا تأكيد على مدى قوة الجذب الاستثمارية وقدرته على توفير آلاف فرص العمل للشباب ليس فقط في مجال القرى السياحية التي ستقام بل هناك العديد من المشروعات الاستثمارية.
وأكد الخبير والباحث الاقتصادي أن منطقة رأس الحكمة ستشهد إقامة مجتمعات عمرانية جديدة في منطقة الساحل الشمالي الغربي وتطوير البنية التحية من أجل توفير 750 ألف فرصة عمل وتحقيق دخل يقترب من الـ 110 مليار دولار.
السيسي وبن زايد يشهدان إطلاق مشروع رأس الحكمة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والشيخ محمد بن زايد النهيان رئيس دولة الإمارات الشقيقة انطلاق مشروع رأس الحكمة التنموي، أمس الجمعة 4 أكتوبر 2024 بحضور دكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى عدد كبير من كبار رجال الأعمال من الجانبين المصري والإماراتي.
وشهد الرئيسان خلال فعليات انطلاق المشروع عرضًا مرئيًا حول أهداف المشروع ومكوناته والتي تنطوي على أهمية اقتصادية واستثمارية وعقارية وسياحية وبيئية كبيرة، حيث استمع الرئيس السيسي والشيخ زايد محمد بن زايد لشرح بشأن مميزات المنطقة والخدمات المتكاملة الفرص التنموية والاقتصادية التي يوفرها المشروع.
كان الدكتور مدبولي رئيس الوزراء قد صرح في شهر فبراير 2024 عقب مراسم توقيع صفقة رأس الحكمة بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن مشروع رأس الحكمة أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، سيكون "مصدر الخير" لكل أهالي المنطقة ومصر بكاملها، وستضمن استثمارًا أجنبيًا مباشرًا بقيمة 35 مليار دولار، في إطار قوانين الاستثمار المصرية لتطوير رأس الحكمة لتصبح وجهة سياحية ومنطقة حرة وأخرى استثمارية ومساحات سكنية وتجارية وترفيهية.
وأشار رئيس الوزراء أن الحكومة ستخصص نحو 170 مليون متر ما يوازي أكثر من 40 ألف فدان للمشروع، متوقعًا أن يتم ضخ استثمارات تصل إلى 150 مليار دولار على مدى عمر المشروع من دون تحديد هذا المدى.
مدبولي يكشف تفاصيل صفقة رأس الحكمة
وأوضح مدبولي أن مشروع مدينة رأس الحكمة هو شراكة وليس بيع أصول، مؤكدًا حصول مصر على نسبة "35 % سنويًا من أرباح المشروع مشيرًا إن المشروع سيزيد من الاستقرار النقدي للبلاد ويساهم بشكل كبير في إصلاح معدل التضخم والقضاء على السوق الموازية للدولار.
تم دفع مقدم نقدي للصفقة قيمته 10 مليارات دولار بعد أسبوع من الصفقة مع الجانب الإماراتي كما تنازلت دولة الإمارات عن وديعتها لدي البنك المركزي المصري والتي تبلغ 11 مليار دولار لصالح الصفقة، بحيث يتم تحويل 5 مليارات دولار منها للجنيه المصري مع تسليم الدفعة الأولى لشركة أبو ظبي القابضة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة وقعت عقدًا مع شركة أبو ظبي القابضة (ADQ) وأنه سيتم إنشاء شركة مساهمة مصرية باسم شركة رأس الحكمة بين الحكومة المصرية والشركة، لتقوم الشركة المصرية بتنفيذ المشروع.
ولفت مدبولي إلى أن استثمارات المشروع سوف تقسم إلى "دفعتين الأولى 15 مليارا خلال أسبوع والثانية 20 مليار دولار وأنه سيتم استخدام 11 مليار دولار ممثلة في ودائع الإمارات سيتم خصمها من الدين الخارجي للدولة وإتاحتها سيولة للبنك المركزي لاستخدامها في التعامل مع مشكلة النقد الأجنبي.
وأوضح مدبولي أن الدفعة الأولى ستكون عبارة عن 15 مليار دولار (10 مليارات دولار سيولة + 5 مليارات تنازل عن الودائع)، والثانية 20 مليارا (14 مليار دولار سيولة + 6 مليارات تنازل عن الودائع)، ليكون صافي المُدخل الدولار الجديد 24 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الإمارات تتوقع استثمار نحو 150 مليار دولار لتنمية المدينة سيتم ضخها طوال مدة تنفيذ المشروعات.
وأضاف مدبولي أن مشروع رأس الحكمة يضم أحياء سكنية لكل المستويات، وفنادق عالمية على أعلى مستوى، ومنتجعات سياحية ومشروعات ترفيهية عملاقة، إضافة إلى كل الخدمات العمرانية من مدارس وجامعات ومستشفيات ومباني إدارية وخدمية، إضافة إلى منطقة حرة خدمية خاصة تضم صناعات تكنولوجية وصناعات خفيفة وخدمات لوجيستية.
رأس الحكمة الجديدة ستقام على 170.8 مليون مترا مربعا
وأكد مدبولي التزام مصر بتعويض أهالي محافظة مرسى مطروح الموجودون على الأرض المخصصة للمشروع نقدا وعينا، مشيرا إلى أن مدينة رأس الحكمة الجديدة ستقام على مساحة 170.8 مليون متر مربع، حيث أن المستهدف أن تصبح رأس الحكمة مدينة عالمية على أعلى مستوى وتستقطب ما لا يقل عن 8 ملايين سائح إضافي سنويًا.
وأكد مدبولي أن هذا المشروع سيساهم في توفير ملايين فرص العمل، حيث سيعمل في هذا المشروع شركات مقاولات مصرية ومصانع مصرية لتوفير مستلزمات الإنتاج، مشيرا إلى أن تنمية مدينة رأس الحكمة يأتي في إطار استراتيجية تنمية مصر 2052، التي تهدف لتنمية مجتمعات متكاملة وإنشاء مدن جديدة وخلق ملايين فرص العمل.
وأشار مدبولي إلى أن مساحة المشروع تتجاوز نحو 170 مليون مترًا مربعًا سوف تقام عليها مدينة مباني سكنية ومنتجعات ومنطقة حرة تكنولوجية خاصة وحي مركزي للمال والأعمال ومارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية، إقامة مطار دولي خارج أرض المشروع جنوب المدينة وتم التعاقد مع شركة أبو ظبي التنموية لتنمية وتطوير المطار.
“الوزير”: أول مستفيد من المشروع أهالي منطقة رأس الحكمة
ومن جانبه أكد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أن أهالي منطقة رأس الحكمة أول المستفيدين به، وجميع المشروعات التي تنفذها الحكومة حاليا بالمنطقة، ومنها مشروع الطرق والقطار الكهربائي وغيرها توفر فرص عمل للأهالي.
وأشار نائب رئيس الوزراء، إلى أن مشروعات البنية التحتية من شبكة الطرق والمحاور وخطوط القطار السريع أسهمت في إبرام صفقة تطوير رأس الحكمة وتسويق المشروع؛ لافتًا إلى أهمية هذه المشروعات في تحقيق التنمية العمرانية المتكاملة في كل أرجاء البلاد.
رأس الحكمة شراكة مصرية إماراتية قيمتها 35 مليار دولار
وفي أبو ظبي، أعلنت شركة أبو ظبي القابضة الإماراتية الاستحواذ على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة بمصر مقابل 24 مليار دولار، وتوقعت أن يستقطب المشروع استثمارات تزيد قيمتها عن 150 مليار دولار، حيث تحتفظ الحكومة المصرية بحصة 35% من المشروع وسيبدأ العمل في المشروع أوائل عام 2025.
أبو ظبي (ADQ): رأس الحكمة واجهة لتعزيز النمو الاقتصادي والسياحي في مصر
وأضافت شركة أبو ظبي القابضة في بيانها أن هذا المشروع خطوة محورية نحو ترسيخ مكانة رأس الحكمة كواجهة رائدة من نوعها لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركز مالي ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر.
وأوضح محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة إن الاستثمار في منطقة رأس الحكمة يأتي ضمن التزامنا بتحويل المنطقة لواحدة من أهم الوجهات الساحلية الفاخرة والأكثر جاذبية في مصر عبر تمكين مشاريع التطوير والبنية التحتية الحيوية، من خلال العمل مع شركاء مثل مدن العقارية ومجموعة طلعت مصطفى، لخلق فرص عبر قطاعات متعددة في الاقتصاد المصري المتنوع.
مجلس الشيوخ: رأس الحكمة للخروج من الأزمة الاقتصادية
ماذا تعرف عن خليج رأس الحكمة بالساحل الشمالي؟
يقع خليج رأس الحكمة في الساحل الشمالي بمحافظة مرسى مطروح، وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح، وتشتهر بالاستراحة التي أنشأها الملك فاروق في المنطقة، حيث تعد من أفضل المواقع في حوض البحر الأبيض المتوسط والساحل الشمالي.
وتشتهر رأس الحكمة بمياهها الصافية وشواطئها المذهلة وثقافتها الغنية، وتبلغ مساحة الواجهة البحرية الجديدة حوالي 55 ألف فدان، بين مدينتين رئيسيتين من الغرب وعلى بعد 350 كيلومتراً شمال غرب القاهرة، على بعد 85 كم من مرسى مطروح ومن الشرق وعلى بعد 138 كم من مدينة العلمين الجديدة.
مشروع رأس الحكمة الجديد في منطقة متميزة ساحرة
تبلغ مساحة رأس الحكمة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، أكثر من 55000 فدان على الساحل الشمالي حيث تتميز المنطقة بمياهها الزرقاء المتلألئة وشواطئها الرملية الساحرة، وتضم العديد من المنتجعات ذات المرافق من الدرجة الأولى.
مشروع رأس الحكمة ذو موقع استراتيجي
منطقة رأس الحكمة ليست وجهة صيفية فحسب، بل هي واجهة سياحية على طوال العام وستتحول المنطقة بعد تنفيذ الاتفاقية "صفقة رأس الحكمة" بين مصر والإمارات العربية المتحدة إلى مركز حضري وتجاري وسياحي ضخم، بسبب موقعها الاستراتيجي مما سيجعلها منطقة مثالية للمشروعات حيث أنها:
تقع رأس الحكمة بين سيدي حنيش والضبعة، وتبعد عن سيدي عبد الرحمن بنحو 35 كيلو مترًا، وعلى مسافة "ساعتين" فقط من مدينة الإسكندرية، ويمكن الوصول إليها عبر الطرق الرئيسية "طريق الساحل الشمالي – طريق فوكا – طريق الضبعة".
ويتوفر بالنطاق الساحلي الغربي مجموعة من شبكات الطرق والنقل، أهمها الطريق الدولي الساحلي الذي يمتد من حدود مصر الدولية بالسلوم، وحتى حدود مدينة الإسكندرية شرقًا، لسهولة وحرية التنقل الآمن والسريع، ضمن خطة بناء وتطوير البنية الأساسية في مصر.