هل جنود مصر خير أجناد الأرض؟ .. الإفتاء تكشف بالدليل
هل جنود مصر خير أجناد الأرض؟، بالتزامن مع حلول ذكرى انتصارات 6 أكتوبر وما يحكى عن شأن هذا اليوم العظيم الذي حقق فيه الجيش المصري انتصارًا مشرف على إسرائيل واستعادته للأرض والكرامة العربية، تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات جاء في مضمونها أن الجيش المصري هو خير جنود الأرض وفق للسنة النبوية الشريفة، الأمر الذي دفع الكثيرون للتساؤل حول صحة هذا الحديث.
هل جنود مصر خير أجناد الأرض؟
وفي هذا الصدد، أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال أحد متابعيها والذي جاء نصه كالآتي: "ما مدى صحة حديث سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه في خُطبته أن جنود مصر خير أجناد الأرض"؟.
وأكدت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، أن الأحاديث المتعلقة بهذا الشأن هي أحاديث صحيحة في معانيها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يوجد أي طعن في محتواها بأي شكل من الأشكال؛ لأن الأمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، خاصة وأنها تندرج تحت أحاديث الفضائل والأخبار.
جنود مصر وسبب تفضيلهم دون غيرهم من الجنود
وأوضحت دار الإفتاء أن هذه الأحاديث وردت في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي خطبة صحيحة ثابتة لها شواهد تؤيدها، رواها أهل مصر وقبلوها دون أن يُسجّل عليها إنكار أو تضعيف من علماء قديم الزمان أو حديثه، ولا يُعتد برفضها أو الطعن فيها من أي شخص بدافع الهوى أو الجهل.
وكشفت أن الخطبة المذكورة تضمنت وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بأهل مصر، كما ورد في حديث عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيرًا؛ فإن لكم منهم صهرًا وذمة".
وتابعت الدار: وفي رواية أخرى عن سيدنا عمر أيضًا، قال إنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا فتح عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فإنهم خير أجناد الأرض"، فسأله أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن السبب، فرد الرسول: "لأنهم وأزواجهم وأبناءهم في رباط إلى يوم القيامة"، مشددة على أن هذه الأحاديث وردت في مصادر مختلفة مثل كتاب "فتوح مصر والمغرب" لابن عبد الحكم، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر، وغيرها.
وفي الختام، نوهت أن حديث سيدنا عمر رضي الله عنه حول كون جنود مصر خير أجناد الأرض هو حديث صحيح في معناه، ومرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وله العديد من الروايات التي تعضد بعضها بعضًا، مبينة أن هذا الحديث حظي بقبول واسع بين علماء الأمة على مر العصور.