من يدفع ثمن ملابس زعماء العالم وزوجاتهم؟.. ميزانيات سخية ممولة من دافعي الضرائب
تُعد زوجة الرئيس الأمريكي الرابع جيمس ماديسون، دوللي ماديسون، أول من أدرك الاهتمام العام بما ترتديه السيدة الأولى، حيث أظهرت قدرة بديهية على رفع (أو خفض) مظهرها وفقًا للمناسبة ومزاج الأمة في العقد الأول من القرن التاسع عشر.
ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية تفاصيل عن ملابس زعماء العالم وزوجاتهم.
زوجة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تشهد تبرعات لتغطية تكلفة ملابسها
وأصبح اهتمام الكثير من رواد السوشيال ميديا ومواقع التواصل بما ترتديه زوجات السياسيين بعد مرور قرابة مائتي عامًا من ملابس خلال المناسبات المختلفة التي تظهرن فيها عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وصارت كل دولة تحرص على أن ترتدي بها السيدة الأولى أو الرجل الأول الملابس بشكل يختلف اختلافًا كبيرًا عن العامة بحكم المنصب، ففي المملكة المتحدة كان التركيز على دعم الشارع البريطاني الرئيسي، ويتعرض للنقد أي شخص تبدو ملابسه رثة (شيري بلير)، أو يعترف بأنه يطلب تفصيل ملابس رخيصة.
شهدت المملكة المتحدة حالة جدل قبل أيام، بعد إعلان حصول فيكتوريا، زوجة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على تبرعات لتغطية تكلفة ملابسها قبل وبعد فوز حزب العمال في الانتخابات في يوليو الماضي.
ويواجه حاليًا ستارمر رئيس الوزراء البريطاني تحقيقًا في هذا الشأن باعتباره خرقًا محتملًا للقواعد، وهو ما رد عليه ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، بأن قبول تلك التبرعات كان ليتمكنا من «الظهور بأفضل شكل» لتمثيل المملكة المتحدة.
ورد وزير الخارجية البريطانية بأن هناك دولًا لديها ميزانيات سخية ممولة من دافعي الضرائب لملابس الزعماء، موضحًا أن الرؤساء الأمريكيين والسيدات الأوائل لديهم ميزانية ضخمة يدفعها دافعو الضرائب، حتى يظهروا في أفضل صورة نيابة عن الشعب الأمريكي.
وأضاف لامي أن في بعض البلدان يساهم دافعو الضرائب في نفقات معيشة زعمائهم، وقد يشمل ذلك الملابس، حيث يتمتع الرؤساء الأمريكيون بميزانية نفقات تبلغ نحو 50 ألف دولار، والتي يمكن استخدامها لشراء الملابس وغيرها بالإضافة إلى راتب سنوي قدره 400 ألف دولار، إلا أن زوجات الرؤساء الأمريكيين لا يتلقين راتبًا سنويًا أو ميزانية نفقات ثابتة، على الرغم من أن لديهن موظفين مدفوعي الأجر ومكاتب.
وتعرض الوزراء الألماني لانتقادات بسبب إنفاق 450 ألف يورو على مصففي الشعر وفناني المكياج والمصورين في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، رغم أنه لا يبدو أن هناك صندوقًا محددًا للملابس.
على الجانب الآخر تعد الموضة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية لفرنسا، وبالتالي يُتوقع من السيدات الأوليات دعمها من خلال الجلوس في الصف الأمامي في أهم العروض وارتداء ملابس من مصممين عالميين أو أزياء راقية من الرأس إلى القدمين.
وفي فرنسا، يظهر الدور غير الرسمي للسيدة الأولى من خلال دعم دور الأزياء الرائدة في العالم، سواء من خلال حضور عروضها أو ارتداء بضائعها من أعلى إلى أسفل، كان الأمر على هذا النحو منذ ستينيات القرن العشرين وعصر كلود بومبيدو، الذي كان من رواد دار شانيل وصديقًا حميمًا لكارل لاجرفيلد.
وتأخذ بريجيت ماكرون البالغة من العمر 71 عامًا دورها على محمل الجد، وأصبحت معروفة على وجه الخصوص برعايتها لدار أزياء لويس فيتون التي صممها نيكولا جيسكيير، رغم مظهرها المميز - حواف الفساتين المختصرة، والجينز الضيق، والسترات الرسمية - كان واضحًا جدًا قبل تولي زوجها منصبه، إلا أن مصمم أزيائها ماثيو بارثيلات كولين هو الذي يُنسب إليه الفضل في تحسينه.
لم تجلس ماكرون في الصف الأمامي في عروض لويس فيتون خلال أسبوع الموضة في باريس فقط، بل في عروض بالمان وديور أيضًا، بل وظهرت في حلقة من برنامج إميلي المفضل في باريس وهي تحمل حقيبتها المفضلة ليدي ديور والتي تبلغ قيمتها 3800 جنيه إسترليني، وعبرت مجلة فوج الفرنسية بهذه الحقيبة حيث نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لماكرون وهي تحمل ما أطلقوا عليه "حقيبتها الأولى ديور".
في حين كانت ميلانيا ترامب معروفة بذوقها في ارتداء التنانير المصممة، وكانت ميشيل أوباما معروفة بدعمها للمصممين الأميركيين الناشئين، إلا أن الدكتورة جيل بايدن لم تتمكن من تشكيل هوية أزياء قوية إلى هذا الحد خلال فترة تولي زوجها لمنصبه.
وارتدت الدكتورة بايدن بدلة سوداء مربعة من المصمم، مع بروش من الماس، غالبًا ما لجأت إلى رالف لابتكار إطلالات مخصصة لها في المناسبات الخاصة، ولا سيما بدلة التنورة الزرقاء التي ارتدتها في تتويج الملك تشارلز الثالث، والفستان الأزرق الفاتح المزين بالترتر الذي ارتدته في المؤتمر الوطني الديمقراطي الأخير، وتبلغ قيمة حقيبتها اليومية المفضلة ماركة Bayswater بقيمة 1095 جنيهًا إسترلينيًا من العلامة التجارية البريطانية Mulberry.
إن علاقة أولينا زيلينسكا الأوكرانية بالموضة علاقة معقدة، ففي عام 2022، أثار ظهورها كنجمة غلاف رقمية لمجلة فوج الكثير من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أثار وجود مصممة أزياء في طاقم عملها، ناتاليا كامينسكا، الدهشة أيضًا في وقت قد يشعر فيه مواطنوها بأن لديهم قضايا أكثر إلحاحًا للقلق بشأنها.
لا ترتدي أولينا زيلينسكا فقط مصممين محليين مثل The Coat وGonia وAMG، بل ترتدي أيضًا قطعًا محددة تشير إلى تاريخ أوكرانيا المتميز المنفصل عن روسيا، ومن الأمثلة على ذلك vyshyvanka، وهو نوع من القمصان المطرزة التقليدية التي ترمز إلى أوكرانيا، والتي ارتدتها في يوم Vyshyvanka الوطني في عام 2022، وغالبًا ما ترتدي الألوان الوطنية الأوكرانية، الأزرق والأصفر.
كانت سترة ميلانيا ترامب من «زارا» التى رُسمت عليها عبارة «أنا لا أهتم حقًا، هل تهتم أنت؟» أثناء زيارتها لمركز احتجاز المهاجرين، والفستان القرمزى من تصميم ألكسندر ماكوين الذي ارتدته ميشيل أوباما أثناء لقائها بالرئيس الصينى السابق هو جينتاو.
وسبقتهن لورا بوش، زوجة جورج دبليو بوش، التي كتبت في مذكراتها لعام 2010 أنها دهشت من العدد الهائل من الملابس المصممة التي كان من المتوقع أن تشتريها لتلبية توقعات الموضة للسيدة الأولى، مشيرةً إلى أنها بعد عامها الأول في البيت الأبيض، قال المحاسب لجورج إن الأمر يكلف الكثير لكي تكون رئيسًا، وكان يشير بشكل أساسي إلى ملابسها.
وارتدت السيدة الأولى جيل بايدن فستانًا في حفل تنصيب زوجها عام 2021 تبرع من المصممة ألكسندريا أونيل تكريمًا لها، وفى المملكة المتحدة، تحدثت سارة براون، زوجة رئيس الوزراء السابق جوردون براون، عن الصعوبات التي تحيط بقبول الهدايا، بما في ذلك الملابس، أثناء وجودها في داونينج ستريت (مقر الإقامة الرسمية ومكتب رئيس وزراء المملكة المتحدة).