هل الكلام أثناء الآذان يحرم من نطق الشهادة؟.. أزهري يجيب | خاص
هل الكلام أثناء الآذان يحرم من نطق الشهادة؟.. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشور جاء في مضمونه أن من تحدث أثناء الآذان يُحرم من نطق الشهادتين عند الموت، وهو الأمر الذي دفع الكثيرون للتساؤل حول صحة هذا الحديث.
هل الكلام أثناء الآذان يحرم من نطق الشهادة؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور فتحي عثمان الفقي، أستاذ الفقه المقارن بـ جامعة الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء، إن الحديث المتداول حول الكلام أثناء الأذان ومنعه من نطق شهادة "لا إله إلا الله" عند الموت هو حديث باطل ولا يوجد له أساس في السنة النبوية.
وأكد في تصريح خاص لموقع "الأيام المصرية"، أن هذا القول غير صحيح ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأي حال من الأحوال، وهو من الكذب على الرسول.
وأضاف أن الكلام أثناء الأذان في حد ذاته جائز شرعًا ولا حرج فيه، إلا أن الأفضل تركه لتتمكن من متابعة المؤذن وترديد ما يقول، وهي سنة مؤكدة.
حكم الحديث وقت الآذان
واسشتهد "الفقي" في فتواه بما روى الإمام مالك في "الموطأ" عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي، أن الصحابة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانوا يتحدثون أثناء الأذان قبل خطبة الجمعة، وكان ذلك بمشهد من الخليفة عمر بن الخطاب، وكانوا يتوقفون عن الكلام فقط عندما يبدأ عمر في خطبته، وهو ما يؤكد أن الكلام أثناء الأذان كان مسموحًا به في عهد الصحابة.
واستدل أيضًا بما ورد في صحيح مسلم، عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع للأذان قبل الغزو، فإن سمعه أمسك عن الهجوم. في إحدى المرات، سمع المؤذن يقول "الله أكبر"، فقال النبي "على الفطرة"، وعندما سمع الشهادة قال "خرجت من النار"، وكان هذا المؤذن راعي غنم.
حكم حديث المؤذن أثناء الآذان
أما بالنسبة للمؤذن نفسه، أوضح أستاذ الفقه المقارن أن العلماء اختلفوا في جواز كلامه أثناء الأذان، فبينما كرهه بعض العلماء، رخص آخرون فيه، إلا أن الكلام الطويل الذي يقطع الموالاة المشروطة بين كلمات الأذان يُبطل الأذان ويستلزم إعادته.