الجبهة اليسرى صداع للكرة المصرية ولجوء الأندية للأجانب ينعكس بالسلب على المنتخب
تعاني الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة من نقص المواهب في أحد أهم المراكز داخل الملعب وأكثرها حيوية لما يقع على لاعبيه من مهام هجومية ودفاعية وبذل مجهود جبار أثناء المباريات، وهذا المركز هو الظهير الأيسر، يسرد موقع الأيام المصرية تفاصيل نقص المواهب في الظهير الأيسر على النحو التالي..
أزمة الظهير الأيسر في الكرة المصرية
منذ اعتزال سيد معوض ولم يتواجد على الساحة الرياضية المصرية لاعب صاحب إمكانيات فنية ورزانة داخل المستطيل الأخضر باستثناء محمد عبدالشافي لاعب ادي الزمالك، ذلك الخلوق الذي يشهد له الجميع بالإلتزام داخل وخارج الملعب، بالإضافة إلى ذلك فهو من اللاعبين الذين قلما تجد مثلهم في الدوري المصري، تجده يدافع مع المظومة على أكمل وجه، وعندما تحتاج له في الهجوم يصنع الفارق بعرضياته المتقنة وتسديداته القوية التي طالما حسمت مباريات هامة للفارس الأبيض.
ظل محمد عبدالشافي حاجزاً مكانته في التشكيل الأساسي لمنتخب مصر الأول طوال 10 سنوات، ولا ننسى هدفه الرائع في مرمى منتخب الجزائر بنصف نهائي أمم إفريقيا 2010، أو هدفه مع الزمالك أمام وادي دجلة من تسديدة على صاروخية من خارج منطقة الجزاء، لكن مع تقدمه في السن وتراجع قدراته البدنية بدأ الاعتماد عليه في المنتخب يقل، ولم نجد حتى الآن من يسد هذا الفراغ.
منذ سنوات قليلة ظهرت موهبة جديدة تدعى أحمد فتوح، تنبأ له الجميع بمستقبل مشرق وبدأ يشارك مع منتخب مصر الأول بصفة أساسية، ومن مبارياته التي لا تنسى مواجهة الفراعنة أمام المنتخب المغربي في بطولة أمم إفريقيا، وكان الجميع يخشى على الجبهة اليسرى بسبب امتلاك أسود الأطلسي أحد أفضل اللاعبين في العالم على تلك الجبهة وهو أشرف حكيمي الظهير الأيمن لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن فتوح قدم مباراة استثنائية واستطاع أن يغلق كل منافذ الخطورة أمام المنافس.
ولأن الأمور الجيدة لا تدوم طويلاً، تعرض فتوح لأزمات ومشاكل خارج الملعب، أولها اتهام مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق له بالسهر وتعاطي المخدرات، وآخرها الحادث الذي تسبب في وفاة رجل شرطة وحبس اللاعب لفترة على ذمة القضية ليبتعد عن المشاركة في المباريات ومازال مصيره مجهولاً، وتعود معاناة الكرة المصرية مرة أخرى مع مركز الظهير الأيسر.
اعتماد أندية القمة على الأجانب لحل مشاكل الجبهة اليسرى
لجأت أندية القمة الأهلي والزمالك للاعتماد على اللاعبين الأجانب في هذا المركز بعد محاولات فاشلة لإيجاد بدائل مصرية، حيث تعاقد القطبين مع العديد من الأسماء التي مرت مرور الكرام ولم تترك بصمة واضحة، لعل أبرزها بالنسبة للمارد الأحمر حسين السيد، وصبري رحيل، وخالد عبدالفتاح، أما بالنسبة للقلعة البيضاء فشارك في هذا المركز أحمد سمير، ومحمد عادل جمعة، وحمادة طلبة، وإسلام جابر.
تعاقد الأهلي مع التونسي على معلول في عام 2016 ليصبح من أنجح الصفقات في تاريخ النادي واعتبره الجمهور أيقونة أهلاوية لا تقل أهمية عن أساطير أمثال محمد أبوتريكة وعماد متعب، حتى مع تقدمه في السن، واحتياج الفريق للتعاقد مع بديل اتجهت الأنظار خارج القطر المصري، ليحل يحيي عطية الله أزمة الجهة اليسرى لدى المدرب السويسري مارسيل كولر.
نادي الزمالك أيضاً عندما قرر التعاقد مع بديل لـ أحمد فتوح بعد أزمته الأخيرة لجأ للمغربي الآخر محمود بنتايك مطلع الموسم الحالي، بالإضافة إلى محمد حمدي لاعب نادي إنبي ليصبح بديلاً له في اختيارات جوزيه جوميز.