متى يكون الكذب حلال؟.. علي جمعة يرد ويكشف الحالات
متى يكون الكذب حلال؟.. كذبة بيضاء، تعتبر هذه الجملة من أكثر الجمل الشائعة والمتداولة بين الناس عند تبرير قول غير الحقيقة في مواقف معينة، حيث يستخدم الكثير بعض الأكاذيب لتجنب الحرج أو الحفاظ على المشاعر، ولكن يبقى السؤال الأهم وهو هل هذا النوع من الكذب حرام؟.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف، إن الكذب قد يكون مباحًا في مواقف محددة إذا كان ذلك سيساهم في تجنب وقوع مشاكل بين الناس.
متى يكون الكذب حلال؟
وأوضح "جمعة" أن هناك ثلاث حالات يُسمح فيها بالكذب ظاهريًا وهي: عند التعبير عن الحب بين الزوجين، وفي الحرب حيث تُعتبر الخدعة جزءًا من المعركة، وأثناء محاولة الإصلاح بين المتخاصمين.
ولفت إلى أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بمجموعة من الأخلاق والآداب التي يجب أن نلتزم بها في حياتنا، موضحًا أن هذه الأخلاق والأوامر التي ربّى عليها النبي أصحابه كانت مفتاحًا لنجاحهم في الدنيا والآخرة، منوهًا أن هذه المبادئ يجب أن تُغرس في نفوس الأجيال الجديدة.
مفتي الجمهورية الأسبق: الكذب شيء مستهجن للمؤمن وغير مقبول
واستطرد المفتي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أهمية الصدق وحذرنا من الكذب، مشيرًا إلى حديث النبي الذي جاء فيه أن المؤمن قد يرتكب بعض الذنوب كالسرقة أو الزنا، ولكنه لا يكذب، مواصلًا أن الكذب بالنسبة للمؤمن شيء مستهجن وغير مقبول على الإطلاق.
واستشهد بقصة الرجل الذي جاء إلى النبي الكريم طالبًا الدخول في الإسلام لكنه اعترف بعدم قدرته على التخلي عن بعض الذنوب، فاشترط عليه النبي أن يتعهد بعدم الكذب، وبعد فترة عاد الرجل إلى النبي وقد تخلص من تلك الذنوب، مبينًا أن تعهده بالصدق كان السبب في تركه للمعاصي.
وأكد أن الصدق ليس مجرد فضيلة عابرة، بل هو مفتاح لحياة مستقرة ومجتمع آمن، مشددًا على أن الصدق يعزز الثقة بين الناس ويحقق الاستقامة في شتى مجالات الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الصدق دائمًا ما يؤدي إلى النجاة حتى وإن كان يُظن أنه قد يجلب المتاعب، بينما الكذب قد يبدو مخرجًا آنيًا ولكنه يؤدي في النهاية إلى الهلاك.