أبرد الأماكن في الكون .. ناسا تكشف عن مفاجأة تفوق الخيال
أبرد الأماكن في الكون.. برودة تفوق الخيال، الكون مليء بالأسرار والظواهر الفريدة، ومن بين أبرز هذه الظواهر هو وجود أماكن شديدة البرودة تصل درجات الحرارة فيها إلى ما يقارب الصفر المطلق، أي -273.15 درجة مئوية، حيث تتوقف جميع الحركات الحرارية تقريبا، وهذه المناطق تقدم لنا نظرة على تطور الكون وطبيعته الفيزيائية الغامضة، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية تفاصيل عن هذه الأماكن في السطور التالية.
الخلفية الكونية الميكروية
أحد أبرد الأماكن في الكون هو إشعاع الخلفية الكونية الميكروية، وهو بقايا الضوء الذي نشأ بعد الانفجار العظيم، ويمتد هذا الإشعاع عبر جميع أنحاء الكون، وتبلغ درجة حرارته حوالي 2.7 درجة كلفن (أقل من -270 درجة مئوية)، ويمكن اعتبار إشعاع الخلفية الكونية بمثابة "بصمة" على كيفية بدء الكون وتطوره، وهو دليل علمي على الانفجار العظيم.
السحب الجزيئية العملاقة
تعتبر السحب الجزيئية العملاقة مناطق شديدة البرودة ومظلمة داخل المجرات، حيث تنخفض درجة الحرارة في بعض الأجزاء إلى ما دون 10 كلفن، هذه السحب هي المكان الذي تتشكل فيه النجوم والكواكب، وتحتوي على كميات هائلة من الغاز والغبار، وهناك مناطق في هذه السحب تصل فيها درجة الحرارة إلى أقل من درجة كلفن واحدة، مما يجعلها من أكثر الأماكن برودة في الكون، ويمكن أن تبقى الجزيئات في هذه السحب في حالة تجمد لفترات طويلة قبل أن تبدأ عملية تكوين النجوم.
سديم بوميرانج
أحد أبرد الأماكن المكتشفة هو سديم بوميرانج، وهو سحابة غازية تقع في مجرة درب التبانة على بعد حوالي 5,000 سنة ضوئية من الأرض، تصل درجة الحرارة في هذا السديم إلى حوالي 1 كلفن، أي أقل بدرجة واحدة فقط من الصفر المطلق، والسبب وراء برودة هذا السديم يعود إلى تمدد الغاز بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تبريده بشكل سريع وفعال.
مختبرات الأرض
على الرغم من أننا نتحدث عن أماكن طبيعية في الكون، فإن أبرد درجة حرارة تم الوصول إليها من صنع الإنسان ليست بعيدة عن الصفر المطلق، وفي مختبرات الفيزياء على الأرض، تمكن العلماء من تبريد الذرات إلى درجات حرارة قريبة جداً من الصفر المطلق باستخدام الليزر والفخاخ المغناطيسية، وفي بعض الحالات، تم الوصول إلى أجزاء من المليار كلفن، ما يمكن العلماء من دراسة سلوك المادة في هذه الظروف الفريدة.
برودة الكون وتحديات الفهم العلمي
تظل أبرد الأماكن في الكون من أكثر المواضيع إثارة للدهشة والتساؤلات، فهذه المناطق، التي تصل درجات حرارتها إلى الصفر المطلق أو تقترب منه، توفر فرصاً مذهلة للعلماء لدراسة قوانين الفيزياء والظواهر الطبيعية في ظروف لا يمكن محاكاتها بسهولة على الأرض، كلما تقدم العلم، نقترب أكثر من فهم كامل للكون بكل تعقيداته، ويظل البرد الشديد أحد أهم الأدوات لفهم هذه الألغاز الكونية