الأحد 24 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

خماسية ستيفان.. نافذة على ديناميكية التفاعلات المجرية وتطور الكون

خماسية ستيفان.. نافذة
خماسية ستيفان.. نافذة على ديناميكية التفاعلات المجرية وتطور

خماسية ستيفان هي مجموعة مذهلة من المجرات تقع على بعد حوالي 290 مليون سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الفرس الأعظم (Pegasus)، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية تفاصيل عن خماسية ستيفان.

تعتبر هذه المجموعة واحدة من أكثر المجموعات المجرية شهرة وأول مجموعة مجرات مدمجة تم اكتشافها، وتتكون خماسية ستيفان من خمس مجرات، منها أربع مجرات تتفاعل مع بعضها، بينما تبقى المجرة الخامسة في الخلفية بعيدة نسبيًا عن التفاعل.

 

تاريخ اكتشاف المجرات

خماسية ستيفان

تم اكتشاف خماسية ستيفان لأول مرة في عام 1877 على يد عالم الفلك الفرنسي إدوارد ستيفان، الذي استخدم التلسكوب لرصد هذه المجموعة من المجرات المتقاربة في البداية، اعتقد ستيفان أن جميع المجرات كانت تتفاعل مع بعضها البعض بشكل مباشر، لكن لاحقًا تبين أن واحدة من هذه المجرات، NGC 7320، تقع في الخلفية على بعد 40 مليون سنة ضوئية فقط، بعيدًا عن المجرات الأربع الأخرى التي تتفاعل مع بعضها على بعد 290 مليون سنة ضوئية.

التفاعل المجري للمجرات الخماسية

أهم ما يميز خماسية ستيفان هو التفاعل المجري النشط بين المجرات الأربع المتبقية، وهي NGC 7317، NGC 7318A، NGC 7318B، وNGC 7319، وهذه المجرات تتفاعل من خلال قوى الجاذبية التي تشوه هياكلها وتدفعها إلى الاندماج ببطء على مدى ملايين السنين، ونتيجة لهذه التفاعلات، تنتج موجات صدمية ضخمة وغازات مكثفة تُشاهد كطاقة مشعة في الأطياف المتعددة، وهو ما يثير اهتمام علماء الفلك لدراسة تأثيرات هذه التفاعلات على تكون النجوم والمجرات.

التفاعل مع الوسط المحيط

إحدى الظواهر المميزة في خماسية ستيفان هي وجود موجة صدمية ضخمة تمتد على مسافة مئات الآلاف من السنين الضوئية، وهذه الموجة الصدمية هي نتيجة اصطدام الغاز الساخن المنبعث من المجرات المتفاعلة مع الغاز البارد في الوسط المحيط بين المجرات، وهذا التصادم ينتج إشعاعات عالية الطاقة ترصد في الأطوال الموجية للأشعة السينية، يعتقد أن هذه الظاهرة تلعب دورًا مهمًا في فهم كيفية تكوين المجرات وتطورها بمرور الزمن.

 

أهمية علمية

خماسية ستيفان

تعد  مختبرًا فلكيًا طبيعيًا لدراسة التفاعلات المجرية، وتوفر فرصة نادرة لمراقبة كيفية اندماج المجرات وتأثير ذلك على تكوين النجوم ونمو الثقوب السوداء المركزية، وبفضل التلسكوبات الفضائية مثل "هابل" و"تشاندرا"، تمكن العلماء من الحصول على رؤى جديدة حول ديناميكية هذه التفاعلات وتأثيرها على تكوين العناقيد النجمية والظواهر المرتبطة بها.

اكتشافات حديثة

في السنوات الأخيرة، أدت الملاحظات المتطورة باستخدام تقنيات التصوير الجديدة إلى اكتشافات هامة حول خماسية ستيفان، وتم رصد نشاط عالي للطاقة من الثقوب السوداء الهائلة في مراكز المجرات المتفاعلة، وكذلك تدفقات الغاز التي تغذي هذه الثقوب، وهذه الاكتشافات تسهم في تحسين فهمنا لكيفية تطور المجرات وتفاعلها عبر الزمن.

تمثل خماسية ستيفان واحدة من أبرز الظواهر الفلكية التي تُظهر لنا كيف يمكن أن تؤدي التفاعلات الجاذبية بين المجرات إلى تغييرات دراماتيكية في بنية الكون، ودراسة هذه المجموعة تساعد علماء الفلك في فهم مراحل تطور المجرات والتفاعلات الديناميكية التي تشكل الكون كما نعرفه اليوم.

تم نسخ الرابط