هل تُقبل توبة العاصي؟ .. عالم أزهري يجيب| خاص
تعتبر التوبة من الذنب من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثير من الملسمين، وهو السؤال الذي يتم طرحه بشكل دائم على علماء الأزهر ودار الإفتاء المصرية.
وجاءت الأسئلة التي طرحها المسلمون في هذا الأمر متنوعة ما بين ذنب في الخفاء اعتاد الإنسان فعله ثم تاب، وذنب في العلن يسأل التائب عن حكم توبته منه، على سبيل المثال اعتزال إحدى الراقصات، حيث تساءلت عن قبول توبتها خاصة مع عدم تمكنها من حذف كافة الفيديوهات والمقاطع المتعلقة بها.
حكم التوبة من الذنب
وفي هذا الصدد، قال الدكتور فتحي عثمان الفقي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء، إنه في حال أقلع الإنسان عن ذنب اعتاد فعله بنية خالصة لله ونوى عدم الرجوع إليه مرة أخرى، ففي هذه الحالة تقبل توبته.
وأضاف في تصريح خاص لموقع "الأيام المصرية" أن الله عز وجل شرع لعباده التوبة والإنابة إليه وحثهم عليها ورغبهم فيها ووعد التائب بالرحمة والمغفرة مهما بلغت ذنوبه، مستدلًا على حديثه بقوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ"، وقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".
وتابع أن دلائل الكتاب والسنة أكدت على وجوب التوبة ولزوم المبادرة إليها، كما أن أئمة الإسلام أجمعوا على ذلك.
شروط قبول التوبة
وأوضح الفقي أنه لابد من توافر خمس شروط لقبول التوبة وهي: الإخلاص بأن يقصد بتوبته لله عز وجل، الإقلاع عن الذنب، الندم على فعله، العزم على عدم الرجوع إليه، وأن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت.