الحجامة .. فوائدها وآثارها الجانبية بين الطب التقليدي والبديل
تعتبر الحجامة من العلاجات التقليدية التي تعود جذورها إلى العصور القديمة، حيث استخدمها الفراعنة والصينيون كوسيلة لتحسين الصحة وعلاج العديد من الأمراض، وتعتمد هذه التقنية على سحب الدم بواسطة أكواب زجاجية أو بلاستيكية تُوضع على الجلد، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم وتحفيز الشفاء، وعلى الرغم من شعبيتها المتزايدة، إلا أن هناك مخاوف تتعلق بالآثار الجانبية المحتملة لهذه الممارسة، ويحرص موقع الأيام المصرية تقديم لمتابعيه كل التفاصيل خلال السطور التالية.
الآثار الجانبية الشائعة للحجامة
تتمثل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للحجامة في ظهور الكدمات، حيث يتسبب الشفط في تجمع الدم تحت الجلد، وهذه الكدمات قد تستمر لعدة أيام، مما يؤدي إلى شعور بالألم أو عدم الراحة في المنطقة المعالجة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب إجراء الحجامة بشكل غير صحيح في حدوث التهابات جلدية، خاصة إذا لم تستخدم أدوات نظيفة أو معقمة.
تظهر بعض الدراسات أن الحجامة قد تسبب آثارًا نفسية مثل الدوار أو الغثيان، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو قلق، ومن الضروري استشارة مختص قبل الخضوع لهذه الجلسات، للتأكد من أن الحجامة مناسبة للشخص وعدم وجود حالات صحية تمنع استخدامها.
تخفف الآلام لدى بعض المستخدمين للحجامة
على الرغم من الشكوك المتعلقة بفعاليتها، يدعي البعض أنها تساعد في تخفيف آلام الظهر، تحسين الدورة الدموية، وتقليل التوتر ومع ذلك، فإن الدراسات العلمية حول فعالية الحجامة لا تزال محدودة، مما يدعو إلى مزيد من الأبحاث لتحديد مدى تأثيرها بشكل دقيق.
ويجب أن ينظر إلى الحجامة كخيار مكمل وليس بديلًا عن العلاجات الطبية التقليدية، وينبغي على الأفراد الراغبين في تجربتها أن يكونوا واعين للآثار الجانبية المحتملة وأن يسعوا للحصول على المعلومات من مصادر موثوقة، ومن المهم أن تمارس الحجامة تحت إشراف متخصصين مدربين لضمان السلامة وتقليل المخاطر المحتملة.
بالإضافة إلى ما سبق، من المهم أيضًا أن يتم تقييم الحالة الصحية العامة للفرد قبل إجراء الحجامة، وقد تكون بعض الحالات مثل اضطرابات تخثر الدم أو الحساسية تجاه الشفط أو الالتهابات الجلدية الحالية عوامل تمنع الشخص من الخضوع لهذه العملية.
وينبغي أن يكون الممارس للحجامة معتمدًا وذو خبرة، مما يضمن اتباع بروتوكولات السلامة والنظافة، واستخدام أدوات معقمة وبيئة نظيفة يعد أمرًا حيويًا لتجنب المخاطر الصحية.
تعتبر الحجامة جزءً من الطب البديل، وهي ليست معترف بها بشكل كامل في الطب التقليدي، لذلك ينبغي أن يكون الأفراد حذرين عند استخدامها، ويفضل أن يتم استخدامها كجزء من خطة علاج شاملة تشمل استشارة طبيب مختص، والذي يمكنه تقديم النصيحة حول الأساليب الأكثر فعالية وملاءمة.
ويبقى القرار بشأن استخدام الحجامة عائدًا للفرد، لكن من الضروري أن يكون هذا القرار مستندًا إلى معلومات دقيقة وواعية، لضمان تحقيق الفوائد المرجوة دون التعرض لمخاطر صحية غير ضرورية، ويجب أن يكون الهدف دائمًا هو تحسين الصحة العامة والرفاهية، مع مراعاة المخاطر المحتملة والبحث عن علاجات مثبتة علمي.
