تفجيرات البيجر.. حلم إسرائيلي تحقق بعد تخطيط منذ 23 عامًا
تفجيرات البيجر، لا يزال الهجوم الدموي الذي استهدف أجهزة الاتصالات في لبنان يثير العديد من الشكوك والتساؤلات، ويهز العالم بأسره، ليكشف مصدر استخباراتي أمريكي، اليوم السبت، عن تفاصيل جديدة تتعلق بتفخيخ الأجهزة المستخدمة في الهجوم، مما يزيد من تعقيد التحقيقات ويطرح تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن هذا العمل الإرهابي.
وخلال يومين، شهد لبنان ظاهرة غير مسبوقة تتمثل في تفجيرات البيجر التي يستخدمها حزب الله، حيث من المفترض أن الحزب يعتمد على هذا النوع من الأجهزة لتفادي الاختراق، نظراً لعدم ارتباطها بشبكات الإنترنت وكونها تكنولوجيا قديمة، معتقدًا أنها توفر الحماية ضد محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاختراق الاتصالات، هذه التفجيرات أثارت تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الانفجارات والتداعيات المحتملة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
إسرائيل متورطة في تفجيرات البيجر في لبنان
في هذا الإطار، يفيد مصدر استخباراتي أمريكي لشبكة إي بي سي نيوز الأمريكية بأن الاحتلال الإسرائيلي متورط في إنتاج أجهزة الاستدعاء، وذلك كجزء من عملية تعطيل سلسلة التوريد التي تم التخطيط لها منذ ما لا يقل عن 15 عاماً.
يدّعي المصدر الاستخباراتي أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تجنبت لفترة طويلة استخدام مثل هذه التكتيكات، نظراً للخطورة العالية التي قد تؤدي إلى إيذاء الأبرياء. يعكس هذا التوجه حرص الوكالة على تجنب العواقب الإنسانية المحتملة التي قد تنتج عن مثل هذه العمليات.
كيف اخترقت إسرائيل أجهزة البيجر ؟
تضمن التخطيط الإسرائيلي للهجوم على حزب الله باختراق أجهزة البيجر الاستعانة بشركات وهمية لتصنيع أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكية، وبيعها إلى حزب الله اللبناني، حيث كانت تلك الشركات تغطي أنشطة ضباط تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي.
وأوضح المصدر الأمريكي أن كل ما جرى حدث في وقت لم يكن فيه بعض موظفي الشركات الوهمية على دراية بالهوية الحقيقية لصاحب العمل، مشيرًا إلى أنه تم زرع ما بين 28 و56 غراماً من المتفجرات بالإضافة إلى مفتاح تفعيل عن بُعد في الاستدعاء لتنفيذ التفجير.
فيما أشار مسؤول أمريكي في وقت سابق إلى أنه تم التلاعب بالأجهزة قبل وصولها إلى لبنان، حيث كانت معظمها من طراز AR924 من الشركة، على الرغم من احتواء الشحنة على ثلاثة طرازات أخرى من طراز "غولد أبولو".
ووفقًا لمسئولين في مجال الاستخبارات الذين أدلوا بتصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الهجمات التي أدت إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف في لبنان كانت نتيجة لعملية إسرائيلية معقدة وطويلة الأمد.
وهناك أقاويل إن شركة BAC Consulting قامت بدور الواجهة في تصنيع آلاف أجهزة النداء لصالح شركة Gold Apollo التايوانية، التي استحوذ عليها "حزب الله" في وقت سابق من هذا العام.
الخسائر البشرية جراء تفجيرات البيجر في لبنان
الجدير بالذكر أن تفجيرات البيجر في لبنان أسفرت عن مقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله اللبناني فضلًا عن الخسائر في صفوف المدنيين اللبنانيين، ليحمل حزب الله اللبناني الاحتلال الإسرائيلي مسئولية تلك الواقعة ومتوعدًا بالقصاص العادل على هذا العدوان.
