الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

"حتى الآن نقدر نقول إن الحادث بسبب عنصر بشري، لكن إيه تحديدًا النيابة العامة من ستحدد، لأن الأمور الفنية كلها تمام، والقطار تمام، والـ ATC شغال، كل شيء كان تمام"

هكذا قال الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة ، في تصريحات له عقب تفقده مكان حادث تصادم قطاري الزقازيق أمس ،الذي راح ضحيته 3 مواطنين وإصابة 50 اخرين.

وفي 26 مارس 2021، خرج علينا الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء آنذاك معلقا علي  حادث قطاري سوهاج الذي راح ضحيته 32 مواطنا وإصابة 165 آخرين،ليؤكد خلال مؤتمر صحفي أن «المشكلة الحقيقية تكمن في العنصر البشري الذي مازال موجودا، وبالتالي فإن الأخطاء تكون واردة، وهذه هي المشكلة التي تواجهنا اليوم، فالتحدي الكبير أننا نطور، وفي الوقت ذاته مضطرين إلى استمرار عمل المنظومة، لأنها تخدم ملايين المصريين».

وفي 19 ابريل من نفس العام ، اي بعد أيام من حادث قطاري سوهاج، وقع حادث قطار طوخ  والذي أسفر عن وفاة 11 شخصا وإصابة 98 آخرين،وفي مارس 2023، وقع حادث قطار قليوب، الذي أودي بحياة 4 مواطنين، فضلا عن إصابة 23 آخرين.

ولعل حادث قطاري الزقازيق الذي وقع عصر أمس السبت ،يعيد للأذهان مسلسل حوادث القطارات  الذي كنا نظنه اختفي وخفت على مدى العامين الأخيرين، إلا أن حوادث القطارات تأبي أن تفارق هذا الشعب المكلوم.

فعلي الرغم من إعلان وزارة النقل عن خطة الحكومة في 2024 التي وضعتها في برنامجها والتي سوف تعمل عليها خلال الـ3 سنوات المقبلة، مُتضمنة تطوير البنية الأساسية لشبكة السكك الحديدية، من خلال تطوير الوحدات المتحركة والبنية الأساسية ونظم الإشارات والورش الإنتاجية وتنمية العنصر البشري، بهدف رفع طاقة النقل وتعظيم نقل الركاب والبضائع على خطوط الشبكة، ورفع معدلات الأمن والسلامة، وتقليل معدل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النقل بالشاحنات، إلا أن الحادث الأخير يشكك في مصداقية تلك الخطة ومدى جدواها طالما لم نري نتائجها علي أرض الواقع ، وأولي تلك النتائج الحد من حوادث القطارات التي أزهقت أرواح المصريين علي مدي عقود سابقة.

مما لا شك فيه، أن العنصر البشري بالتأكيد سبب رئيسي في 80% من حوادث القطارات مؤخرا، لكنه ليس وحده السبب، بيد أن تنفيذ خطة تطوير السكك الحديدية بالتزامن مع تشغيل القطارات من أهم الأسباب، وفي الوقت نفسه لا نستطيع وقف تشغيل القطارات لحين الإنتهاء من عمليات التطوير، لأنها تنقل أكثر من مليون  راكب بشكل يومي، لذلك لابد للحكومة ووزارة النقل من التفكير خارج الصندوق لوضع حد لتلك الكوارث التي عاودت الظهور مرة أخري لتحصد مجددا أرواح الركاب الغلابة.

تم نسخ الرابط