بعد ضبط 400 كيلو بمطعم شهير.. حكم أكل لحم الحمار في المذاهب الأربعة
حكم أكل لحم الحمار في المذاهب الأربعة سؤال يطرحه كثير من المواطنين بعدما تمكنت الجهات الرقابية من ضبط 400 كيلوجرام من لحم الحمير قبل بيعه إلى مطعم مشهور في محافظة سوهاج.
أكدت دار الإفتاء المصرية حرمة أكل لحوم الحمير بشكل قاطع وجازم، مشيرةً إلى أن الأصل في الحمر الأهلية أنه لا يجوز أكلها ولا ذبحها في الشرع، وهو ما يؤيد قرار وزارة الصحة رقم “517” الصادر سنة 1986م بشأن ذبح الحيوانات وتجارة اللحوم، في مادته الثالثة والتي من بينها لحوم الحمير، وحرص موقع الأيام المصرية على رصد تفاصيل الفتوى على النحو الوارد بهذا التقرير.
حكم أكل لحم الحمار في المذاهب الأربعة
أوضحت الفتوى أن ذلك الرأي هو الرأي الذي اعتمدته دار الإفتاء المصرية عبر عقود مختلفة؛ بدءًا مِن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف السابق، فتوى رقم 180، وفتوى رقم 389 لسنة 1992م، مرورًا بفتوى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الحالي فتوى رقم 202 لسنة 2002م.
وتؤكد فتوى الدكتور شوقي علَّام في الرد على خطاب الهيئة العامة للخدمات البيطرية الصادر بتاريخ 16 يناير 2014م؛ حيث أفتَوْا جميعًا بحرمة ذبح الحمير للاستخدام الآدمي؛ مستدلين بما ورد في الصحيحين: “أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية”، وقال الإمام النووي في كتابه المجموع (9/6): “لحم الحمير الأهلية حرام عندنا، وبه قال جماهير العلماء من السلف والخلف. قال الخطابي: هو قول عامة العلماء”.
وجاء ذلك في بيان لدار الإفتاء المصرية اليوم الثلاثاء الموافق 10 سبتمبر 2024، في الرد على ما تداولته بعض المواقع أن الدار أفتت بجواز أكل لحم الحمير، وهذا الأمر غير صحيح ولم يحدث أن صدر عن دار الإفتاء المصرية فتوى بجواز ذلك.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن جمهور العلماء اتفقوا على حرمة أكل لحوم الحمير الأهلية (المستأنسة التي تعيش بين الناس وتحمل أثقالهم)، مستشهدةً بـ فتوى لها، بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما “أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ” متفق عليه.
سبب تحريم أكل لحوم الحمير؟
تحريم أكل لحوم الحمير سببه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها كما علمت، بخلاف تحريم لحوم الخيل ـ عند من يقول به ـ فسببه أنها للركوب والتنقل وحمل الأثقال وللزينة، كما قال تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً {النحل: 8}.
ولا حرج على المسلم في أن يعرف السبب أو الحكمة من الحكم الشرعي، ولكن عليه قبل ذلك أن يقول في كل حكم: سمعنا وأطعنا امتثالًا لأمر الله، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى حكيم عليم لا يشرع إلا لحكمة، فما من شرع إلا ووراءه حكمة، علمها من علمها وجهلها من جهلها.