خبراء يحددون الخيار الأنسب للاستثمار.. الذهب في المقدمة

في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتباينة، يبحث العديد من المستثمرين عن الخيار الأكثر أمانًا وربحًا لحماية رؤوس أموالهم وتنميتها وبينما يتنوع المشهد الاستثماري، يظل السؤال الأبرز والذي يتم تداوله بشكل مستمر عبر محركات البحث المختلفة وهو أيهما أفضل للاستثمار في الوقت الحالي؟ هل الذهب الملاذ الآمن في ظل ارتفاع التضخم؟ أم أن البنوك توفر عوائد مغرية على الودائع؟ أم أن العقارات ما تزال الخيار الأمثل في عالم استثمار الأصول الثابتة؟.

وفي هذا التقرير، يستعرض خبراء الاقتصاد لموقع الأيام المصرية مزايا وعيوب كل هذه الخيارات لتقديم إجابة نموذجية للمستثمرين كالتالي:

أيها أفضل للاستثمار.. الذهب أم البنوك أم العقارات؟ خبير يوضح

ويرى الدكتور سمير رؤوف الباحث الاقتصادي وخبير أسواق المال، أن الذهب يعتبر آلية تحوط، بمعنى أنه يساعد في الحفاظ على قيمة الأموال في ظل معدلات التضخم، موضحًا أنه إذا كنت تملك 1000 جنيه في عام 2017، فبإمكانك شراء ذهب يعادل في قيمته 10 كيلو لحمة، بينما في الوقت الحالي يمكنك شراء نفس الكمية من اللحمة مقابل 4000 جنيه، في حين أن العقار يمكن أن يكون وسيلة استثمار، حيث يتم شراء عقار بقيمة معينة وتقديم عوائد على استثماره وفقًا للظروف الاقتصادية السائدة.

مقارنة بين الذهب والعقارات كأدوات استثمارية من حيث العوائد والمخاطر

وأضاف "رؤوف" في تصريح خاص لـ الأيام المصرية، أن العوائد على الذهب تكون ثابتة نسبيًا، فهو يعد مخزنًا للقيمة، بينما العوائد على العقار قد تتفاوت وتتعرض للربح أو الخسارة وفقًا لبعض المعايير الاقتصادية، مشيرًا إلى أن العقار خاصة في فترات الأزمات مثل أزمة 2008 في السوق الأمريكي، قد يعاني من انخفاضات حادة في الأسعار نتيجة انخفاض الطلب وبيع العقارات بخسارة ومع ذلك، في حال كانت الغاية من العقار هي السكن، فإنه يختلف عن الاستثمار، بينما الاستثمار العقاري يعتمد على تحقيق صافي ربح من قيمة العقار، الذي قد يزداد بنسبة 20% وفقًا لمعدلات التضخم.

و أشار إلى أن الفروق بين الذهب والعقار تظهر في الظروف الاقتصادية، مثل التضخم أو الحروب، ففي فترات التضخم أو التوترات السياسية، يصبح الذهب أكثر جذبًا، حيث يعد أداة آمنة لتخزين القيمة، بينما العقار يتأثر بشكل كبير بالاستقرار الاقتصادي والسياسي في الدولة، في الوقت ذاته، يمكن شراء الذهب بسهولة مقارنة بالعقار، خاصة أن سبيكة ذهب صغيرة يمكن أن تكون متاحة بأسعار معقولة، بينما شراء عقار يتطلب رأس مال أكبر.

أيها الأفضل للاستثمار.. الذهب أم البنوك أم العقارات؟ خبير يوضح

من جهته، قال الدكتور محي عبد السلام، الخبير الاقتصادي والاستثمار المالي، إن الذهب يعد الاستثمار الأكثر أمانًا والأفضل في الوقت الحالي، في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وارتفاع أسعاره بشكل ملحوظ على المستوى الدولي.

كيف تستثمر أموالك في مصر.. دكتور محي عبد السلام: الذهب هو أفضل استثمار

وأضاف عبد السلام في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية، أن السبب الرئيسي وراء جاذبية الذهب الآن هو الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، خاصة بعد عدد من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ألقت بظلالها على استقرار الدولار، ودفعت بعملات أخرى مثل الين الياباني إلى الصعود القوي.

وأوضح أن العالم بدأ يشهد انخفاضًا تدريجيًا في معدلات التضخم، ما قد يدفع البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة، والتحول من سياسة نقدية انكماشية تعتمد على رفع الفائدة إلى سياسة تحفيزية استهلاكية واستثمارية قائلًا: "إن هذا التحول يعني أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا ومربحًا للمستثمرين خلال الفترة القادمة".

أين يستثمر المصريون أموالهم.. الذهب أم العقارات

وفي مقارنة بين الاستثمار في الذهب والعقارات، أكد الدكتور محي عبد السلام الخبير الاقتصادي، أن الذهب أكثر مرونة وسيولة، إذ يمكن تسييله بسهولة في أي وقت، بعكس الأصول العقارية التي تحتاج إلى وقت وجهد لبيعها.

الفرق بين الاستثمار في العقارات والذهب

أوضح أشرف غراب الخبير الاقتصادي، أن العديد من المستثمرين العالميين يتجهون إلى الذهب بسبب تراجع أسعار الفائدة، وذلك لعدة أسباب:

• مكاسب شراء الذهب تعتبر أكبر من مكاسب العقارات بسبب الزيادة الفورية في الأسعار.
• الاستثمار في العقارات يعتبر آمنًا، ولكنه طويل الأجل، حيث تزيد قيمة العقار بمرور الوقت وقد يوفر دخلاً من التأجير، لكن يتطلب تكاليف صيانة.
• يعد الذهب ملاذًا آمنًا ضد التضخم، حيث يعتبر الوسيلة المثلى للتحوط من التضخم عالميًا.
• تتزايد قيمة الذهب بشكل دوري.
• من الأفضل تحقيق توازن في الاستثمار، من خلال تخصيص جزء من الأموال للذهب وآخر للعقارات، لتنويع المحفظة الاستثمارية الآمنة.