قناع "توت عنخ آمون" أغلى قطعة أثرية في العالم .. ما السر؟

يعد قناع الملك "توت عنخ آمون" من أشهر وأعرق القطع الأثرية في مصر القديمة، حيث صٌنع القناع من الذهب الخالص، ويزن أكثر من 9 كيلو جرامات، ويبلغ ارتفاعه 54 سنتيمترًا.
وينتظر العالم الحدث العالمي المبهر، لـ افتتاح المتحف المصري الكبير، لمشاهدة أهم قاعات العرض المتحفي، والتي تضم مقتنيات الملك الشاب توت عنخ آمون، ومن المقرر افتتاح المتحف الكبير يوم 3 يوليو المقبل.
ترجع أهمية مقتنيات الملك توت عنخ آمون، أنها فريدة في نوعها وتم اكتشافها بحالة جيدة جدا ويبلغ عددها 5 آلاف قطعة مذهبة، الذي حكم مصر لبضع سنوات فقط في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
اكتُشف قناع توت عنخ آمون عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي عمل في وادي الملوك لعدة سنوات من البحث، في وادي الملوك، وأصبح منذ ذلك الحين رمزًا لثروة وقوة فراعنة مصر القديمة، بتكليف من عالم المصريات الهاو اللورد كارنارفون.

كان اكتشاف المقبرة حدثًا مثيرًا، وسرعان ما أصبح قناع توت عنخ آمون أحد أشهر وأهم القطع الأثرية في مصر القديمة، فهو مصنوع من الذهب الخالص، ويزن أكثر من 20 رطلاً.
القناع مُرصّع بالأحجار الكريمة، ويُعتقد أنه صُمم لحماية جسد توت عنخ آمون المحنط وضمان انتقاله سالمًا إلى الحياة الآخرة، ويُعد من أروع الأمثلة على فن وحرفية المصريين القدماء، وقد أصبح رمزًا لثروة الفراعنة وسلطانهم.
تتجاوز أهمية قناع توت عنخ آمون جماله الجمالي، فهو أيضًا قطعة أثرية تاريخية مهمة تُقدم رؤية ثاقبة لمعتقدات وممارسات المصريين القدماء.

يُعتقد أن القناع صُنع بتقنية تُعرف باسم "الكلوازونيه"، حيث تُستخدم أسلاك رفيعة لإنشاء نقش على سطح معدني، يُملأ بعد ذلك بالزجاج الملون أو المينا، وقد استخدم المصريون القدماء هذه التقنية على نطاق واسع.
يكتسب القناع أهميةً أيضًا للنقوش المحفورة عليه، وتُقدم هذه النقوش معلوماتٍ عن ألقاب الفرعون وعلاقته بالآلهة، كما تكشف النقوش على القناع عن أهمية الإله حورس في الديانة المصرية القديمة.
حورس هو ابن أوزوريس وإيزيس، وكان يُعتقد أنه إله السماء وحامي الفراعنة، وقناع توت عنخ آمون مُزين بصورة حورس، وتوضح النقوش على القناع أن توت عنخ آمون كان يعتبر نفسه شخصيةً إلهيةً يحميها الإله حورس.
يُعد قناع توت عنخ آمون الذهبي من أبرز القطع الأثرية في مصر القديمة، ويُعتقد أنه قناع موت الفرعون الشاب، الذي حكم مصر من عام 1332 إلى عام 1323 قبل الميلاد.

تاريخ قناع توت عنخ آمون الذهبي
ويمثل وجه الفرعون بعينين مصنوعتين من حجر السج، وهو زجاج بركاني أسود، القناع مُرصّع بأحجار كريمة، منها اللازورد والفيروز والعقيق الأحمر.
لحية القناع مصنوعة من الذهب واللازورد، وغطاء الرأس مزين بأفعى الكوبرا والنسر، رمزين لقوة الفرعون وحمايته، وُضع القناع على رأس مومياء توت عنخ آمون، كما جرت العادة لدى فراعنة مصر القديمة.
وكان الغرض من القناع ضمان حماية الفرعون في الآخرة، ومساعدته على أن يُعرَّف من قِبل الآلهة، كما كان يُعتقد أن القناع مُشبَّع بقوى سحرية، ويُعتقد أنه قادر على حماية روح الفرعون من الأذى.

رمزية قناع توت عنخ آمون الذهبي
قناع توت عنخ آمون الذهبي غنيٌّ بالرمزية، ويعكس معتقدات وقيم المجتمع المصري القديم، يُصوّر القناع الفرعون الشاب بتعبير هادئ، يُجسّد فكرة الشباب الأبدي والجمال.
يُعدّ استخدام الذهب والأحجار الكريمة ومواد أخرى في القناع دليلاً على ثروة وقوة فراعنة مصر القديمة، كان يُعتقد أن عيني القناع المصنوعتين من حجر السج ترمزان إلى عيني الإله حورس، الذي ارتبط بالشمس والسماء.
أما الكوبرا والنسر على غطاء الرأس، فكانا رمزين للحماية والقوة، يعكسان دور الفرعون كحاكم إلهي.
كانت لحية القناع مشبعة بالرمزية أيضًا، فكثيرًا ما كان يُصوَّر فراعنة مصر القديمة بلحى، التي كانت تُعتبر رمزًا لألوهيتهم، صُنعت لحية قناع توت عنخ آمون من الذهب واللازورد، وكانت ترمز إلى قوة الفرعون وحكمته.

أهمية قناع توت عنخ آمون الذهبي
كما يُعد القناع رمزًا لقوة وألوهية فراعنة مصر القديمة، وكان الهدف من استخدام القناع في مراسم الدفن ضمان حماية الفرعون والاعتراف به في الآخرة، حيث لعب قناع توت عنخ آمون الذهبي دورًا هامًا في تشكيل فهمنا لمصر القديمة.