«مراتي بتموت والصحة آخر طناش».. القصة الكاملة لمأساة مريضة الالتهاب الرئوي بطوخ

في واقعة تعكس معاناة بعض المرضى وذويهم في المنظومة الصحية الحكومية، تقدم المواطن أسامة صبحي فران محمد إبراهيم، من مركز طوخ بمحافظة القليوبية، بشكوى رسمية تفصيلية لما تعرض له أثناء رحلة علاج زوجته المريضة، مطالبًا بالتدخل العاجل لإنصافه وإنقاذ الحالات المشابهة.

ورصد موقع الأيام المصرية الشكوى المقدمة من المواطن، والتي توضح ما تعرضت له زوجته، أماني حسن محمد حسن المهر، من إهمال وتعسف إداري وطبي داخل أكثر من منشأة صحية، على الرغم من خطورة حالتها الصحية وما تطلبته من تدخل عاجل.

القصة الكاملة لمعاناة مريضة الالتهاب الرئوي بطوخ

بدأت الواقعة يوم الاثنين الموافق 10 مارس 2025، حينما تدهورت الحالة الصحية للسيدة أماني، إذ أصيبت بالتهاب رئوي حاد وانخفاض حاد في نسبة الأكسجين بالدم، إلى جانب ضيق في التنفس وتشنجات عنيفة، علمًا بأنها تعاني مسبقًا من أمراض مزمنة تشمل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وتليف الكبد. 

توجه زوجها في الصباح الباكر إلى مستشفى شبين القناطر المركزي طلبًا للإسعاف، وهناك تم استقبالها بقسم الباطنة، وأُجريت لها التحاليل والأشعة اللازمة، إلى جانب جلسات تنفس صناعي.

ورغم استمرار تدهور حالتها طوال اليوم، لم يتم نقلها إلى غرفة العناية المركزة لعدم توافر أماكن، بحسب إفادة طبيب الرعاية بالمستشفى. 

وتم عمل تنسيق إلكتروني مع مديرية الصحة بالقليوبية لتوفير مكان في مستشفى آخر ، وبالفعل، في الساعة العاشرة مساءً، أبلغ المواطن بتوافر سرير عناية مركزة في مستشفى بهتيم المركزي بحي شرق شبرا الخيمة، وأرسلت سيارة إسعاف لنقل الحالة.

ووصلت الحالة إلى مستشفى بهتيم في منتصف الليل تقريبًا، أي في بداية يوم الثلاثاء الموافق 11 مارس 2025، وتم استقبالها بالعناية المركزة، غير أن الموقف أخذ منحى مختلفًا عندما طلب من المواطن توقيع إقرارات طبية على بياض، دون أي شرح أو توضيح للحالة، وهو ما رفضه المواطن وأبدى اعتراضه عليه. 

وبدلاً من تفهم اعتراضه المشروع، فوجئ – حسب روايته – بتطاول من الممرضة والطبيب المعالج، وصولًا إلى طرده خارج المستشفى في ساعة متأخرة من الليل، ومنعه من البقاء أو حتى الانتظار عند بوابة الأمن لحين طلوع الفجر.

ولم تقتصر الأزمة على الطرد فحسب، بل تم إبلاغ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية بأن المواطن رفض التوقيع على الإقرارات، وهو ما نفاه في شكواه، مؤكدًا أنه لم يرفض التوقيع، بل رفض التوقيع على أوراق غير مكتملة البيانات، وذكر أيضًا أنه تعرض للاتهام بافتعال المشاكل مع العاملين، وهي اتهامات وصفها بأنها عارية تمامًا من الصحة.

واستمرت أماني في العناية المركزة بتوصية من وكيل وزارة الصحة بالقليوبية حتى تماثلت للشفاء تدريجيًا، وخرجت من المستشفى مساء الأحد 16 مارس 2025، وقبل الخروج، وصف لها الطبيب المعالج أدوية باهظة الثمن، من ضمنها حقن مورينيم 1 جم والتي يبلغ سعرها أكثر من 5000 جنيه مصري.

وبعد خروجها، حاول المواطن عرض حالة زوجته مرة أخرى على طبيبة الباطنة بمستشفى شبين القناطر المركزي، بهدف إدراج الأدوية المطلوبة ضمن العلاج على نفقة الدولة، إلا أنه فوجئ برفض موظفي العيادات الخارجية والأمن السماح له بمرافقته لعرض الحالة، وحدثت مشادات أخرى انتهت برفض إثبات حقن مورينيم ضمن الأدوية التي تصرف على نفقة الدولة، وأفاد الموظفون بأنهم لا يمكنهم صرف الحقنة حتى لو كانت متاحة في الصيدلية.

ويشير المواطن إلى أنه حين تواصل مع إدارة المستشفى لتقديم شكوى، تم تجاهله تمامًا، بل وأغلق مدير المستشفى جميع وسائل التواصل معه، على حد تعبيره.

 وأضاف أن هناك محاولات مستمرة لتشويه سمعته والادعاء بأنه دائم افتعال المشاكل مع المستشفيات، رغم أن كل ما يسعى إليه هو توفير العلاج المناسب لزوجته المريضة دون المساس بحقوقه القانونية أو الإنسانية.

و أكد أسامة صبحي أنه تقدم بتفاصيل الواقعة إلى جميع الجهات المعنية بوزارة الصحة والسكان، ومديرية الصحة بالقليوبية، ومحافظة القليوبية، ومجلس مدينة شبين القناطر، وذلك للمطالبة بإعادة النظر في تعاملات الأطقم الطبية والإدارية مع الحالات الحرجة، ووقف ما وصفه بـ"الممارسات غير الإنسانية" التي قد تهدد حياة المرضى.

وأضاف أن زوجته حصلت في نهاية المطاف على قرار بالعلاج على نفقة الدولة، ولكن بدون تضمين أهم دواء تحتاجه حالتها – وهو حقن مورينيم – في التقرير النهائي، ما دفعه لشراء الحقن على نفقته الشخصية رغم تكلفتها الباهظة.

ويأمل المواطن في أن تصل صرخته إلى المسؤولين ذوي القرار لإنصافه وإنهاء هذه المأساة التي وصفها بأنها "كارثة إنسانية وليست مجرد شكوى".

ويحرص موقع الأيام المصرية على متابعة كافة الأخبار المتعلقة بالشأن المحلي، ومن بينها أخبار الحوادث، ضمن التغطية الإخبارية الحصرية التي يقدمها الموقع لمتابعيه في مختلف المجالات، ويمكنكم متابعة المزيد من الموضوعات المتعلقة بأخبار الحوادث عن طريق اخبار الحوادث اليوم.