كانت المرأة العربية في زمن الجاهلية تقوم بدور مهم في الدفاع عن النخوة والكرامة العربية، فكانت عندما تقوم الحروب بين القبائل بعضها بعضا - وبخاصة إذا كانت المعركة أخذا لثأر أحد أبناء القبيلة- تقوم بدور التحميس للقتال، وتشجيع المقاتلين على تحقيق الانتصار، وذلك من خلال أشعار حماسية تحثهم على ذلك، والويل كل الويل لأبناء القبيلة من لسان نسائهم، إذا فكروا في التقاعس عن أخذ الثأر، ورضوا بالدية، فهم يسمعون من نسائهم من السخرية والازدراء والاحتقار ما يندى له جبينهم، ويسجل عارا في تاريخ تلك القبيلة.
ومن ذلك ما قالته أم عمرو بنت وفدان. في أخ لها قتل، وقد فكرت عشيرتها في قبول ديته، غتقول:
إن أنتم لم تطلبوا بأخيكمُ**
فذروا السلاح، ووحِّشوا بالأبرقِ.
وخذوا المكاحل، والمجاسد والبسوا**
نُقب النساء فبئس رهط المُرهقِ.
الأبرق: مكان قضاء الحاجة للنساء
المجاسد: ثوب النساء الجميل المشبع بالصبغة.
النقب: إزار للمرأة.
ومن العجيب المستغرب أن المرأة في الجاهلية كانت تغضب وتثور ولا تقبل المفاوضة على الدم، ونحن العرب والمسلمون في زماننا العبوس البائس، تراق فيه أمام أعيننا دماء شعب عربي مسلم بدون رحمة ، ويستخدم ضده سلاح التجويع ليضعه العدو بين خيارين أحلاهما مُرٌّ، إما الاستسلام، وإما الموت عطشا وجوعا.
فمتى تكون لنا نخوة وحماسة المرأة العربية الجاهلية في الثأر لدم أخيها، والدفاع عن عرض قبيلتها؟؟؟؟
ولله الأمر من قبل ومن بعد.