الأربعاء 02 أبريل 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

أحدث دراسة أمريكية| تطبيق جديد لتخفيف تعب وآلام الأمراض السرطانية

تطبيق جديد لتخفيف
تطبيق جديد لتخفيف تعب وآلام الأمراض السرطانية

يعد السرطان حالةٌ صعبةٌ للغاية، ليس فقط بسبب المرض، بل بسبب العلاجات المتنوعة التي قد تُؤثر سلبًا على صحة المرضى الجسدية والنفسية وخاصةً العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وقد يستمر التعب لفترةٍ طويلةٍ بعد انتهاء العلاج، لأشهر أو سنوات.

طوّر باحثون في مركز روجيل للسرطان، بالتعاون مع شركة أركاسكوب، بـ جامعة ميشيجان، بالولايات المتحدة، نهجًا رائدًا يوظف التكنولوجيا الحديثة لمساعدة مرضى السرطان على إدارة هذا التعب المزمن ومكافحته، حيث ابتكروا تطبيقًا شخصيًا، يتتبع إيقاع الساعة البيولوجية للمستخدم.

ويمثل هذا النهج الشخصي تحولًا كبيرًا عن العلاجات التقليدية العامة، التي قد لا تناسب الجميع، مما يعزز النتائج المحتملة للمرضى، حيث وثقت فعالية هذا التطبيق المبتكر بدقة في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Cell Reports Medicine. 

وتناقش المقالة كيف يُمكن أن يُحقق دمج التكنولوجيا في رعاية المرضى فوائد كبيرة، خاصةً لأولئك الذين قد لا يجدون الراحة من خلال الطرق التقليدية، مثل الأدوية أو التمارين الرياضية أو تمارين اليقظة الذهنية. 

وصرح البروفيسور مونيش تيواري، العضو الرئيسي في فريق مركز روجيل للسرطان، بأن الفريق سعى إلى ابتكار حلول أسهل في الوصول إليها وأكثر قابلية للتطبيق على شريحة أوسع من السكان.

يُعدّ فهم أن أجسامنا تعمل وفق ساعة داخلية، تُنظّم دورات النوم والاستيقاظ والعديد من العمليات الفسيولوجية على مدار 24 ساعة، أمرًا أساسيًا في هذا البحث، وقد رُبطت أي اضطرابات في هذا النظام المُعقّد بتفاقم التعب وانخفاض جودة الحياة لدى مرضى السرطان. 

ومن المثير للاهتمام أن العوامل الخارجية، وخاصةً التعرض للضوء، يُمكن أن تُؤثّر بشكل كبير على الإيقاعات اليومية، مما يُتيح مسارًا مُحتملًا للتخفيف من التعب من خلال التعرض المُنتظم للضوء.

وأكد كالب ماير، وهو طالب دراسات عليا سابق شارك في المشروع، على الحاجة إلى نهج أكثر ملاءمةً يراعي الاختلافات الفردية، وهكذا أصبح تطوير تطبيق Arcasync خطوةً محوريةً نحو تحقيق هذا الهدف. 

تتتبع هذه التقنية المبتكرة سلوكيات المستخدمين أثناء النوم والاستيقاظ من خلال مراقبة معدل ضربات القلب وأنماط النشاط البدني، مما يُمكّن التطبيق من تقديم توصيات دقيقة بشأن التعرض الأمثل للضوء في الأوقات الحرجة من اليوم.

خلال دراسة شاملة استمرت 12 أسبوعًا، وشملت 138 مشاركًا يعانون من أنواع مختلفة من السرطان - سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان الدم - قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة ضابطة ومجموعة تدخل. 

طُلب من كل مشارك الإبلاغ بانتظام عن مستويات التعب لديه، بالإضافة إلى مقاييس مرتبطة بها، مثل اضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب، والصحة العامة، وكانت النتائج مُقنعة. 

فقد أفاد المشاركون في مجموعة التدخل، الذين اتبعوا توصيات التطبيق الشخصية، بتحسن ملحوظ في مستويات التعب اليومي والأسبوعي لديهم، مما يُشير إلى أن التوجيه الفردي يُمكن أن يُحسّن بشكل كبير من جودة حياتهم ووظائفهم.

وصرّح سونج وون تشوي، الباحث البارز وأستاذ في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، بأن دمج هذه التقنية في الحياة اليومية قد يتجاوز بكثير قدرات العلاجات التقليدية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز قدرة المرضى على الصمود. 

في المستقبل، يخطط فريق البحث لتوسيع نطاق دراستهم لاستقطاب مشاركين إضافيين، كما أنهم مهتمون بشدة بفهم مدى التزام المستخدمين بتوصيات الإضاءة في التطبيق، إذ قد يؤثر هذا الالتزام على النتائج التي يحصل عليها المرضى. 

وقد أوضحت أوليفيا والش، الرئيسة التنفيذية لشركة أركاسكوب، الرؤية المستقبلية لهذا البحث، مشيرةً إلى أن معالجة التعب ليست سوى نقطة البداية، ويتمثل الطموح الأوسع في استغلال آليات الساعة البيولوجية لتحسين فعالية علاجات السرطان وتقليل سميتها.

يُمثل تطبيق التوقيت المُبتكر هذا نقلة نوعية نحو ضمان عدم ترك مرضى السرطان يواجهون تعقيدات التعب وحدهم. من خلال تسخير قوة البيانات الشخصية وعلم الإيقاعات اليومية.

يُجسد تطبيق Arcasync نهجًا استشرافيًا لرعاية المرضى، لا يُولي الأولوية للقضاء على السرطان فحسب، بل أيضًا للرفاهية الشاملة للمصابين به. 

في نهاية المطاف، يُمكن لهذا الدمج بين التكنولوجيا وعلم الأحياء أن يُبشر بعصر جديد في إدارة السرطان، مما يُحدث تأثيرًا كبيرًا على كيفية إدراك الآثار الجانبية للعلاج وإدارتها مستقبلًا. 

تم نسخ الرابط