الإثنين 31 مارس 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الصين تسمح لطبيب بتعديل الحمض النووي لتوأمين لعلاجهما من الإيدز.. ما القصة؟

الصين تسمح للدكتور
الصين تسمح للدكتور جيانكوي بمزاولة مهنته لتعديل الجينات

سمحت الصين للدكتور جيانكوي لمزاولة مهنته، وحاليًا في خوف من أنه يعود للتعديل الجيني من جديد، وهو حاليًا نشط على تويتر، وهل تم القبض عليه كما ترّوج بعض الإشاعات تابع هذه السلسلة من التغريدات؟

ما هي القصة التي أَحدثت ضجةً كبيرة في الأوساط العلمية، والتي كان بطلها البروفيسور الصيني جيانكوي Jiankuo ؟ وهل سيسجلّ التاريخ بأنه أول عَالِم قد نجح في تحرير جينات بشرية، وتخليصها من مرض الإيدز القاتل HIV ؟ 

جيانكوي Jiankui

بدأت القصة حين أدّعى بروفيسور صيني يُدعى جيانكوي Jiankui أنه قام باستخدام تقنية تحرير الجينات الشهيرة CRISPR–Cas9 في تغيير الحمض النووي لتوأمين بغرض حمايتهما من فيروس نقص المناعة المكتسب، أو الإيدز كما هو مُتعارف عليه، وأعلن أن الطفلتان لولو و نانا بخير وعافية.

وذكر البروفيسور الصيني في البيان بأنه قام بتعديل جين يُدعى CCR5 وهو المسؤول عن تشفير بروتين خاص تستخدمه بعض السُلالات لفيروس نقص المناعة في الجسد. 

وتعديل هذا الجين، وفقًا لأبحاث العَالِم الصيني، سيُكسب التوأمتان مقاومة خاصة، ويمنحهما طفرة نادرة جداً لمواجهة هذا المرض الخطير.

جيانكوي Jiankui

لم يكن الإعلان عن هذه التجربة أمرًا مقبولًا في الوسط العلمي، فقد واجه البروفيسور نقدًا لاذعًا من العلماء والمسؤولين في بلده، ووصفوا عمله «بالوحشي والغير أخلاقي» نظرًا لحساسيته الشديدة على مستقبل الإنسان، وخرقه لاتفاقيات طبية مُتعارف عليها.

وأشارت بعض التقارير الإخبارية إلى تعرضّ البروفيسور للأذى بعد إعلانه عن تجربته الجريئة، وتقارير أخرى تُؤكد احتجازه، لكن وفقًا لآخر الأخبار، لم يتعرضّ العَالِم إلى أي مشكلة، وهو يعيش حياة طبيعية، لكن تمَّ إيقاف أبحاثه الخاصة لتحرير الجينوم إلى أجلٍ غير مسمى لحين انتهاء التحقيقات.

وجاء في التفاصيل أن والد التوأمتان مُصابٌ بالإيدز وهو مرض فيروسي مدمرّ لخلايا الدم البيضاء CD4 المسؤولة عن صحة الجهاز المناعي بنا، وأن هذه التجربة ستحمي الفتاتين من الإصابة بهذا المرض بعد تحرير جين CCR5، لكنها لم تنجح إلا على جينوم فتاة واحدة فقط.

جيانكوي Jiankui

الجدير بالذكر أن هنالك أوراق علمية حديثة تحذرّ من استخدام تقنية كريسبر كاس CRISPR-Cas9 لأنها تتسببّ بتسرطن الخلايا المُعالجة وزيادة فُرص تطوير أورام جديدة في جميع أنحاء الجسم، وربما قد تنشطّ هذه العملية بروتين p53 المحفزّ لنمو الأورام كما جاء في الدراسة.

ويتوقع أتوقع أن تقنية تحرير الجينات ستلعب دورًا هامًا في علاج الإنسان والحيوان من المشاكل الوراثية وأخطاء الحمض النووي في المستقبل القريب، ولا أظن أن الأمر سيتجاوز 10 سنوات لتحقيق تلك الرسالة السامية، لكنها تظل الآن تقنية محفوفة بالمخاطر وقد تتسببّ بمشاكل كارثية للجنس البشري.

ولم تُنشر أي ورقة علمية لبحث البروفيسور الصيني، ولم يتم التحقق من ادعاءاته بعد، حيث إن القوانين العلمية والأخلاقية في الصين لن تسمح بنشر معلومات التسلسلات الجينية الخاصة بالوالدين والطفلتين.

ووفقًا لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية New York Times، البروفيسور الصيني جيونكاي Jiankui، الذي ادعّى بأنه أول طبيب قام بتحرير جينومات طفلتين لحمايتهم من مرض الإيدز، تحت الإقامة الجبرية، ومُحاط بعشرة أشخاص مجهولين لمراقبته. 

تم نسخ الرابط