حكم زيارة المقابر في عيد الفطر .. حلال ولا حرام؟

حكم زيارة المقابر في عيد الفطر .. مع اقتراب عيد الفطر المبارك 2025 يحرص كثير من الأشخاص على زيارة مقابر أقاربهم وأحبائهم المتوفين، وقراءة الفاتحة والدعاء لهم، ويطرح البعض تساؤلات حول حكم زيارة المقابر خلال أيام العيد.

دار الإفتاء: زيارة القبور في العيد غير مستحبة
وأوضحت دار الإفتاء المصرية في ردها على سؤال حول حكم زيارة القبور في عيد الفطر، أن زيارة القبور خلال أيام العيد غير مستحبة ومكروهة، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل العيد فرصة للفرح والبهجة وصلة الرحم، بينما قد تتسبب زيارة القبور في تجديد الأحزان وهو أمر غير مناسب لأيام الأعياد.
التزاور وصلة الرحم من سنن العيد
كما أكدت دار الإفتاء المصرية أن هناك العديد من السنن المستحب القيام بها في العيد، ومنها التزاور وصلة الرحم وإدخال السرور على الأهل والأحباب، مستشهدة بقوله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس: 58).

ورأت الإفتاء أن تخصيص زيارة القبور في العيد ليس من السنن، وإنما الأولى هو إحياء شعائر الفرح والتراحم والتواصل الاجتماعي التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم.
هل هناك وقت محدد لزيارة القبور؟
وأشارت دار الإفتاء إلى أن زيارة القبور في حد ذاتها مستحبة، وليست مقيدة بوقت معين، إذ يجوز للإنسان زيارة القبور في أي وقت للتذكر والاعتبار والدعاء للمتوفين، واستدلت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ إني قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ، فَزُورُوهَا ولاَ تَقُولُوا هُجْرًا".

وبناءً على ذلك، أكدت دار الإفتاء أن زيارة القبور ليست محظورة لكنها غير مستحبة خلال أيام العيد، لأن هذه الأيام مخصصة لنشر السعادة والفرح بين الناس، أما زيارة القبور فيمكن أن تكون في أي وقت آخر خلال العام دون تخصيصها بأيام العيد، وبالتالي فمن يرغب في زيارة قبور أحبائه يمكنه القيام بذلك في الأيام العادية، بينما يفضل استغلال العيد في التواصل مع الأحياء وصلة الرحم، امتثالًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.