هاني الجمل لـ"الأيام المصرية": مصر تستخدم الدبلوماسية الخشنة لدعم القضية الفلسطينية

قال هاني الجمل الباحث والسياسي ورئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية بمركز العرب، إن البيان الذي أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات يؤكد ما لا يدع للشك أن مصر منذ بدء القضية الفلسطينية وهي تضعها كقضية مركزية على الأجندة الرئيسية التي تقوم بها مصر سواء أكان التعامل على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد هاني الجمل في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية من رفضها لتهجير الفلسطينيين سواء طوعي أو قسري أو حتى تهجير صامت ورفض تصفية القضية الفلسطينية ودعم السلطة الوطنية ورفض أن يكون هناك وطن بديل للفلسطينيين أيًا كان حدوده.

وأضاف الجمل أن هذا البيان يؤكد كذب الرواية الإسرائيلية وأن ما تشهده وسائل التواصل المختلفة حول الزج بمصر في وجود موقف مغاير لثوابتها في هذا الأمر هو عار من الصحة، حيث إن مصر دائمًا تستخدم الدبلوماسية الخشنة في عدم إطفاء الشرعية على التموضع غير القانوني لقوات الاحتلال الإسرائيلي على محور فيلادلفيا منذ اتفاق 2005 الأمني والذي يؤكد أن مصر لا تشرعن هذا الأمر.
وأشار إلى أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة هي المحك الأساسي لمجابهة المخططات الإسرائيلية وما خلفها في مواجهة مخطط التهجير، مؤكدًا أن مصر ترفض إقامة إسرائيل بتدشين هيئة حكومية لتسهيل هجرة الفلسطينيين إلى خارج بلادهم.
هاني الجمل: إسرائيل تستخدم سياسة الأبواب المفتوحة للضغط على الفلسطينيين
وشدد على أن إسرائيل تستخدم سياسة الأبواب المفتوحة للضغط على الفلسطينيين من خلال مخطط الأرض المحروقة ودفع الفلسطينيين للخروج، لكن مصر ترفض بشكل كلي هذه الهجرة وتؤكد أن مصر للمصريين فقط وفلسطين للفلسطينيين.
وأردف هاني الجمل ان الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة يستغرق تطبيقها من ثلاث إلى خمس سنوات بقيمة 53 مليار دولار ولا تقوم على إخراج الفلسطينيين طبقًا لخطة الإعمار.

وأكمل أن مصر قيادة وشعبًا لا تتزعزع وفقًا لثوابت الصراع العربي الإسرائيلي برفض بشكل كلي الزج باسم مصر في هذه الروايات الكاذبة التي تصدرها إسرائيل منها الضغط على الموقف المصري وثباته أمام المخططات التي لا تنفض فقط على تغيير جيوسياسي وديموغرافي لمنطقة الشرق الأوسط إنما أيضًا تغيير كبير لمراحل المنطقة التي تساعد في ذلك المعدات العسكرية الأمريكية ذات الثقل العسكري من أجل إحداث هذا التغيير الذي يقوم على الدويلات، وهذا ما نشاهده بترحيب إسرائيلي لإقامة دولة الدروز الذين هم جزء أصيل من الدولة السورية، مستغلين ذلك حالة الفوضى الأمنية والوضع الراهن في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
واختتم هاني الجمل أن مصر لديها الثوابت الدبلوماسية السياسية تجاه القضايا العربية ولا سيما القضية الفلسطينية في مواجهة أي مخطط إسرائيلي لا يقوم على حل الدولتين، مؤكدًا أن الدولة الفلسطينية دائمًا تقوم على حدود 4 يونيو 1967 والالتزام بالاتفاقيات الدولية سواء اتفاقية كامب ديفيد أو أوسلو أو حتى الملحق الأمني بين مصر وفلسطين وإسرائيل 2005.