للأمهات فقط.. أسرار التعامل مع الفتيات خلال تغيرات المراهقة

تغيرات المراهقة .. قالت الدكتورة ريموندا رؤوف، استشاري التربية والصحة النفسية، إن كل منزل يحتوي على مراهقة، وتجد الأمهات اللواتي أنفسهن فجأة في مواجهة تحديات صعبة، حيث يتساءلن حول كيف يتعاملن مع تغيرات بناتهن المراهقات.
التعامل مع تغيرات المراهقة.. كيف نفهم ونحتوي أبنائنا؟
وأضافت ريموندا رؤوف، خلال حوارها في برنامج «صباح الخير يا مصر»، على شاشة القناة الأولى، أنهم قد يعانين من مشاعر الحيرة بين المكسب والخسارة في تربيتهم، كما جسد مسلسل "عايشة الدور" تلك المعاناة، حيث تحاول الأم تربية ابنتها وسط التحديات اليومية، وتكتشف في لحظة صدمة أن ابنتها دخلت في مشكلة سلبية، وتساءلت: كيف تتصرف الأم في هذا الموقف؟ هل تعاقبها؟ هل تحاول فهمها؟ أم تتعامل معها بحزم؟
وأشارت الدكتورة ريموندا رؤوف، إلى أن هذه الحالة ليست جديدة، فكثير من الأمهات يعانين من صعوبة التكيف مع التغيرات المفاجئة في شخصية أطفالهن.

وخلال حديثها، قالت: "مرحلة المراهقة هي بمثابة إعادة ولادة جديدة لشخصية الابن أو الابنة، وقد تشعر الأم فجأة أن الشخص الذي كانت تعرفه تغير بشكل كبير، حتى تصبح تساؤلاتها مثل: من هو هذا الشخص؟، وهنا تكمن أهمية التواصل الجيد مع الأبناء".
وتابعت الدكتورة ريموندا رؤوف أن "التواصل مع المراهقين لا يعني أن يتحدث الآباء كثيرًا، بل الأهم هو الاستماع الجيد لهم، أي أن تكون قادرًا على الاستماع من أجل فهمهم، وليس فقط لإعطائهم نصائح"، وفي هذه المرحلة يحتاج المراهقون إلى الشعور بأنهم مسموعون ومفهومون، بدلاً من مجرد تلقي التوجيهات.
التربية في مرحلة المراهقة.. كيف نوازن بين الحزم والحنان؟
وتابعت، "من الضروري أن يكون هناك توازن بين الحزم والحنان، وعندما نكتشف أن الأبناء قد ارتكبوا خطأ، مثل تصرف غير لائق أو سلوك مرفوض، يجب أن نتعامل معهم بحذر، ولا ينبغي أن يكون هناك هجوم مباشر، بل يجب أن نفهم الموقف أولاً"، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك سبب خفي وراء تصرفات الأبناء، مثل تأثير الأصدقاء أو مشاعر الانجذاب للمحيط الاجتماعي، وهو مما يستدعي الحوار والاحتواء بدلاً من الهجوم أو التقريع.
وأشارت الدكتورة ريموندا رؤوف إلى أهمية أن يكون هناك حدود واضحة في التربية، لا يجب أن نتخذ قرارات في لحظة غضب، بل ينبغي أن نضع قواعد وسلوكيات متفق عليها مسبقًا مع الأبناء، حتى يعرفوا ما هو مقبول وما هو غير مقبول، ومن ثم يجب تطبيق العواقب التي تم الاتفاق عليها بوضوح.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين المراهقين من الجنسين، أكدت الدكتورة ريموندا رؤوف أن المشاعر في هذا السن ليست حبًا حقيقيًا، بل هي مجرد عاطفة طبيعية مرتبطة بمرحلة النمو، فالمراهقة هي فترة للتجريب والتعرف على الذات والعلاقات الاجتماعية، لكن من المهم أن نبقى في إطار القيم والمبادئ، حيث إن التفكير في الارتباط العاطفي أو الحب في هذه المرحلة قد يكون غير مناسب ويحتاج إلى توجيه.
هل الحب الملموس ضروري للمراهقين؟.. فهم احتياجات الأبناء العاطفية في سن المراهقة
وأوضحت، أن الأمهات قد يتساءلن عن مدى ضرورة إظهار الحب الملموس لأبنائهن في هذه المرحلة، البعض قد يظن أن التعبير عن الحب بالكلمات والأفعال مثل الحضن والقبلة ليس ضروريًا في هذا السن، لكن في الحقيقة، لا بد من تقدير مشاعرهم والحفاظ على تواصل عاطفي معهم، ومع ذلك، يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن كل طفل يختلف في طرق التعبير عن احتياجاته العاطفية.
وفي النهاية، شددت على أهمية أن يكون هناك توازن بين الحب والحدود الواضحة، وأن التعامل مع المراهقين يتطلب حكمة وفهمًا عميقًا لطبيعة المرحلة التي يمرون بها.