الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل دخلت القضية الفلسطينية مرحلة الحسم؟.. إسرائيل تخير بين التهجير أو الإبادة

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية

قالت الدكتورة أريج جبر أستاذة العلوم السياسية، إن المتتبع لنهج الكيان العبري يدرك أنه بالفعل انتقلنا من حرب التهديدات والاستنزاف لمواجهة مفتوحة عنوانها الواضح تطهير عرقي وجرائم مستباحة لكل ما هو فلسطيني، وأن ما يحدث اليوم يندرج في فهم حرب القيامة التي هدد بها رئيس حكومة اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو وذلك بقوله أنه أمام خطر وجودي وعليه يجب أن يتكافئ الرد مع المعطيات الميدانية بمعنى عسكرة وإبادة لا تبقي ولا تذر بكل ما يؤشر للحياة أو حتى للمشروع الوطني الفلسطيني.

وأضافت الدكتورة أريج جبر في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أنه منذ عام 1948 وصولًا لهذا اليوم فإن هناك مشروعات متواترة بصبغة احتلالية إمبريالية أداتها الرئيسية فرض سياسة الأمر الواقع للسطو على الأرض والتاريخ والجغرافية الفلسطينية وتقويض كل الحلول السياسية والدبلوماسية الممكنة التي يمكن معها استيعاب الوجود الإسرائيلي ضمن ما يفهم بـ"حل الدولتين"، وهذه الصيغة لم تكن وليدة الساعة أو رافقت أحداث طوفان الأقصى وإن كانت الأخيرة قد غذت طموحات الكيان وعجلت بها.

وأشارت إلى أن الخطط الصهيونية منذ مؤتمر كامبل مرورًا إلى مشروع أوديد ينون إلى مخططات سموتريتش- نتنياهو كلها تقود نحو مشروع إسرائيل الكبرى، والطموحات للتوسع والتموضع على حساب المنطقة العربية انطلاقًا من فلسطين بعدما ثبتت وجودها بفعل الأمر الواقع وخارطة الدم التي فرضتها على مدار نحو ثمانية عقود.

وأكدت جبر أن الأمر حاليًا يمكن وصفه بأن الكيان وبعد انتكاسة الصفقة ومعاودته للقتال أدرك انه أمام حرب وجودية واستنزاف، لذلك عمد الكيان الإسرائيلي إلى تغليظ أدوات العقاب الجماعي من تجويع وقتل ودمار ونسف أية مقومات تعين على التشبث بالبقاء والمواجهة، من هنا وبفعل الضوء الأخضر الممنوح له على مدار السنوات الماضية وشرعنة قتاله على الصعيد الدولي وجد أنه لا بد من وضع النقطة الأخيرة في مسار المساومة والمقاومة وحسم الأهداف والتي تتلخص بين التهجير وتقويض الوجود الفلسطيني.

قطاع غزة

وشددت على أن التهجير متعدد الجبهات والوجهات بدءًا من مصر والأردن ومن ثم باتجاه الدول التي أبدت رغبتها باستضافة المكون الفلسطيني، والتهجير من خلال نفاذ أداتين.

أولاهما التجويع ومنع وصول أيًا من أشكال المساعدات الإنسانية والطبية وخاصة المواد الغذائية بمعنى تجويع يقود نحو التركيع والاستسلام والبحث عن فرص أفضل للحياة عبر طلب الهجرة ولكن قوبل ذلك بصمود وتشبث وثبات فلسطيني.

لينطلق نحو الشكل الأخر، وهو نسف مقومات الحياة عبر تأجيج المشهد وتحويل غزة إلى أكبر مقبرة جماعية بالعالم وتنفيذ أعمال الإبادة والتطهير ومعها الدفع نحو تهجير قسري أو الضغط على أنظمة الطوق العربي لإجبارها وتحت العناوين الانسانية بفتح حدودها وتكن طوق نجاة للشعب الفلسطيني بدءًا من قطاع غزة وصولًا للضفة وأراضي 48.

د.أريج جبر: القضية الفلسطينية في مرحلة حاسمة وخطيرة جدآ

وتابعت قائلة “: بشكل فعلى أن المرحلة الحالية حاسمة وخطيرة جدًا تصفوية تدميرية تستكمل المذابح البشرية لإفراغ قطاع غزة وتحويله عبر الأدوات التدميرية لجغرافية غير قابلة للحياة ولا يمكن معاودة إعمارها في ظل الصلف الصهيوني”.

وأردفت أن الكيان المحتل ما زال متعنتًا بنهجه وطريقته رغم كل جهود الوسطاء العرب والدوليين، ولكن هذه المرحلة ستنتهي بإفشال مخططاته والمعاودة للنزول عن الشجرة وخاصة بعد تمرير موازنة هذا العام وتصاعد حالة التوتر في تل أبيب من قبل ذوي المحتجزين وانتهاء بعدم القدرة على الوصول للمحتجزين عبر كل الجهد الاستخباري والعمليات العسكرية واحباط قواته المقاتلة مقرون ذلك بصلابة الموقف الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم ما يحدث ورغم محاولة تآليب الحاضنة الشعبية وتفجير الموقف ضد المقاومة.

الدكتورة أريج جبر أستاذة العلوم السياسية

واختتمت الدكتورة أريج جبر أستاذة العلوم السياسية، قولها إن إسرائيل وضعت وحسمت خياراتها ولكن الشعب الفلسطيني راسخ وثبت وهو من يحسم المعركة مقرونًا بالتصدي العربي لذلك، وخاصة موقفي الأردن ومصر، والحراك الدولي لوقف هذا العدوان والإبادة وعدم القفز فوق حقوق الشعب الفلسطيني، وأن كل هذه الفوضى وتوسع الجبهات والدمار مؤداه سياسات الكيان المحتل الذي استغل طوفان الأقصى لتعزيزه بربريته وتجاوز كل مقررات الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.

تم نسخ الرابط