ماذا يحدث في جنوب السودان.. هل تتأثر مصر؟

انقلاب جنوب السودان اليوم مباشر ، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد صلاح أن هناك أخبار متضاربة عن حدوث انقلاب عسكري في جنوب السودان، فضلًا عن وجود قوات أوغندية في العاصمة جوبا سواء لدعم الرئيس سيلفا كير أو دعم قوات الانقلاب المدعومة من أحد الرجال المقربين من رئيس جنوب السودان
وأكد المحلل السياسي محمد صلاح عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن دولة جنوب السودان تاريخياً نالت استقلالها قبل أيام من بدء ثورة 25 يناير 2011، وهذا بعد أعوام طوال من الأعمال المسلحة ما بينها وبين الجيش السوداني، وهو صراع بدأ مع استقلال السودان عن مصر في خمسينات القرن الماضي ، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

وأشار صلاح إلى أن المؤسس الحقيقي للدولة جون جارانج رحل في حادث طيران غامض بعد أيام من تصريحاته بعزمه الاستمرار في الوحدة مع السودان، ليتم التخلص منه بعد أيام من التصريح المهم أثناء عودته من إثيوبيا.
ولفت إلى أن بعد 14 عامًا من الاستقلال خابت التوقعات بقيام مارد اقتصادي قوي نظرًا للموارد الضخمة التي تسيطر عليها الدولة الوليدة ، لكن ما حدث في النهاية استمرار الصراع العسكري بدلًا من صراع مع شمال السودان، ليصبح صراع بين القبائل الكبرى في الدولة “الدينكا والنوير”.
وأضاف قائلًا:"أصبحت جنوب السودان أكثر الدولة فشلًا على مستوى العالم، والفشل هنا معناه فشل الدولة في القيام بواجباتها والتزاماتها الاساسية تجاه شعبها أو العالم، يمكن الناس مش حاسين لأن مفيش كاميرات ولا تركيز إعلامي، المفروض التجربة تتسوق للعالم على أنها تجربة ناجحة وخلاص، ذوق أو عافية هي تجربة ناجحة بالعند فيكم".
وتابع محمد صلاح:"أي دولة فاشلة لازم لها صفتين أساسيتين بييجي من وراهم باقي السلبيات:
- الصفة الأولى الصراع الداخلي سواء كان ديني أو طائفي أو عرقي أو مذهبي ، وهو هنا صراع عرقي
- الصفة الثانية هي ظهور أولياء امر للدولة دي علشان يحافظوا على بقائها ، وده مع مرور الوقت بيخلي مستقبل الدولة الفاشلة عموماً مجرد ملف في درج استخبارات دولة تانية ، وولي الأمر في حالتنا دي هي إثيوبيا وأوغندا".
وأردف المحلل السياسي أن أوغندا تحديداً قامت بدور شبه الدور الذي أداه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كندا والمكسيك ، وكأنها فترة طمع الحلفاء في بعض
وأكمل:" دخلت أوغندا من شهرين كده على ولايتين ع الحدود بقوات عسكرية مع طقم موظفين سجل مدني ، واستبدلت هويات المواطنين الجنوب سودانيين بهويات أوغندية ، وكل ده معلن مش سر ولا حاجة ، لكن محدش علق علشان النجاح بالعند ، وده نجاح يخلي اصحابه بياخدوا بالقديمة في البيت لكن برا البيت لازم يبانوا اسرة سعيدة ومترابطة.

هل ما يحدث في جنوب السودان يستهدف مصر ؟
أكد محمد صلاح الكاتب والمحلل السياسي أن ما حدث في جنوب السودان الهدف منه مصر قائلًا:"هتقولي ازاي بقى، هقولك أن أول خطوات التراجع والانهيار في صفوف قوات الدعم السريع كان منع بترول جنوب السودان عنهم بضغط مصري ، فضلاً عن منع تدفق المقاتلين من جنوب السودان إلى المعارك".
وأضاف:" من يومها والأوضاع العسكرية للدعم السريع في انهيار شامل، وخسروا مواقع كتير جداً وفقدوا جزء كبير من الأراضي اللي سيطروا عليها، فلازم يتم الزج بحالة عدم الاستقرار في جنوب السودان علشان النفط والمقاتلين يرجعوا للسودان تاني، ويستعيد الدعم السريع توازنه المفقود".
المحلل محمد صلاح: استعادة الدعم السريع لتوازنه في السودان يقلب بتيار هجرة جديد إلى مصر
ولفت قائلًا:" استعادة الدعم السريع لتوازنه في السودان يقلب بتيار هجرة جديد إلى مصر، ومعاه ضغط كبير على موارد مصر الاقتصادية، ومعاه يتصاعد الجدل المجتمعي حول اللاجئين، وده كله هدفه إضعاف الموقف التفاوضي المصري في ملف قطاع غزة والقضية الفلسطينية".
وأكد:" لازم تفهم أن مط عمليات التفاوض مقصود ، واستحداث تفاصيل تفاوضية دقيقة جداً لتفخيخ الموقف المصري مش صدفة ، وكل ما تقضي على سبب لعدم الاتفاق هيطلع لك سبب تاني لمط التفاوض علشان تتغير ظروف التفاوض ومحدداته، وبالتالي يقدر الطرف الآخر أنه يضغط عليك ويحقق أهدافه اللي أيقن تمامًا أنه مستحيل يحققها في ظل صمود الجبهة الداخلية الأسطوري، ووحدة المصريين في هذا الملف ، فلازم الصمود ده ينهار والوحدة دي تضعف علشان يقدر يضغط عليك".

واختتم الكاتب والمحلل السياسي محمد صلاح قائلًا:" فسي النهاية تضارب الأنباء جزء من الفشل اللي فيه دولة جنوب السودان، واللي بيعقّد الموقف أكتر أن أولياء الأمور اللي اتكلمنا عنهم ليهم أولياء أمور هما كمان، فمحدش عارف ايه اللي ممكن يحصل، وكل طرف في المعجنة دي مستني فاكس من الكبار مش بس علشان يحدد مواقفه القادمة علشان يحدد التصريح اللي جاي كمان، وطالما مفيش كاميرات بتصور يبقى من حق الإعلام يقول أي حاجة، الكلام ببلاش ومفيش عليه اي جمرك".