هل ليلة القدر متغيرة أم ثابتة ؟.. الإفتاء توضح

تعد ليلة القدر من أعظم الليالي في السنة، حيث تحظى بمنزلة رفيعة، ففي هذه الليلة أنزل الله القرآن الكريم، وجعلها ليلة خير من ألف شهر.
ومع حلول العشر الأواخر من رمضان، يتساءل الكثير عما إذا كانت ليلة القدر ثابتة أم متغيرة، وكيف يمكن للمسلمين تحديد موعدها بدقة، وأفضل الأعمال المستحبة فيها.

هل ليلة القدر متغيرة أم ثابتة
تأتي الحكمة الإلهية في إخفاء موعد ليلة القدر ليجتهد المسلمون في العبادة والتقرب إلى الله خلال العشر الأواخر من رمضان، خصوصًا في الليالي الوترية، طمعًا في إدراك فضلها، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يجتهد في هذه الليالي أكثر من غيرها، فيوقظ أهله ويحثهم على العبادة، على أمل أن يوافقوا هذه الليلة المباركة.
ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى أخفى موعدها حتى يضاعف المسلمون من أعمالهم الصالحة طوال الشهر الفضيل، فيتسابقوا في العبادة والطاعات، ولا يقتصر اجتهادهم على ليلة واحدة فقط.
اختلف العلماء في تحديد موعد ليلة القدر، حيث ذهب بعضهم إلى أنها ليلة 27 رمضان، استنادًا إلى حديث جابر بن عبد الله الذي كان يقسم على ذلك، بينما رأى آخرون أنها قد تكون ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 29، وفقًا لما ورد عن النبي ﷺ من حث المسلمين على التماسها في الليالي الوترية.
ولهذا السبب، ينصح العلماء بعدم الاكتفاء بالبحث عن ليلة بعينها، بل ينبغي على المسلم اغتنام العشر الأواخر كلها بالعبادة، كما كان يفعل النبي ﷺ.
فضل قيام ليلة القدر وأفضل الدعاء فيها
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (متفق عليه).
أما الدعاء المستحب فيها، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي ﷺ: «يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، بم أدعو؟» فقال لها: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه الترمذي وصححه).
سر إخفاء ليلة القدر
يرى العلماء أن إخفاء ليلة القدر كان لحكمة إلهية عظيمة، منها أن يضاعف المسلمون من جهودهم في العبادة طوال العشر الأواخر، فلا يقتصر اجتهادهم على ليلة واحدة، كما أن النبي ﷺ كان على وشك أن يخبر الصحابة بموعدها، لكنه نسيها بسبب خلاف نشب بين رجلين، فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس» (رواه البخاري).
علامات ليلة القدر
وردت بعض العلامات التي تشير إلى ليلة القدر، ومنها أن الشمس في صباحها تكون بيضاء لا شعاع لها، ويكون الجو معتدلًا لا حارًا ولا باردًا.
الأعمال المستحبة في ليلة القدر
أما أفضل الأعمال المستحبة في ليلة القدر، فقيام الليل، وقراءة القرآن، وكثرة الذكر، والصلاة على النبي ﷺ، والصدقة، والدعاء، خاصة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار.
ويكفي المسلم أن يحافظ على صلاة العشاء والفجر في جماعة لينال أجر قيام الليل كله، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله» (رواه مسلم).