أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر: كان مثالا للبطولة والتضحية.. قدم روحه فداءً للوطن

تؤكد صفاء سليمان أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر، الذي استشهد في حادثة مترو مسرة في 2017، أنها تشعر بمزيج من الفخر والحزن، ورغم أن هذه الكلمات تخرج من قلب امرأة تبكي من الداخل، لكنها لا تسمح للألم أن يطفئ شعلة الفخر التي تحملها بداخلها.
وتضيف صفاء سليمان: "استشهاده ترك لي إرثًا من الشجاعة والمواقف البطولية، فقد كانت لحظته في حادثة مترو مسرة بمثابة نقطة النهاية في حياة رجل لم يعرف الخوف أبدًا، حتى أمام الموت"، مضيفةً هذه هي الطبيعة التي كان يتسم بها اللواء ياسر، شجاعة غير محدودة وواجب لا يتوقف.

وتروي زوجة الشهيد عن يوم الواقعة: "عندما اشتعلت النيران في القطار رقم 1551، لم ينتظر وصول الدعم، بل اقتحم النيران بنفسه ليطفئها وينقذ أرواح الركاب، لم يكن يطلب شكرًا، ولم يكن يهتم بالتقدير، كان فقط يرى في ذلك مسؤوليته.
وعلى الرغم من علمها بالمخاطر التي كان يواجهها يوميًا في عمله، إلا أن صفاء كانت تؤمن بأن هذا هو قدره، وقدره كان أن يكون فداءً لهذا الوطن، تقول: "مصر تستحق أكثر من ذلك"، هذه كانت كلماته التي لا تفارق ذاكرتها.
اليوم، وبعد غياب ياسر، تواصل صفاء حمل راية التضحية، مُحيطة بأبنائها الذين ورثوا عن والدهم شجاعة وعزيمة، ابنه حسن وزياد قررًا الالتحاق بكلية الشرطة لاستكمال مسيرته، مُؤكدين أن العائلة لا تكتمل إلا بمواصلة الرسالة.
ووجهت أرملة الشهيد رسالة لأبناء الوطن: "علينا أن نُحسن تقدير تضحيات رجال الشرطة في كل يوم، لا في الأعياد فقط، الشائعات خطر كبير، ويجب علينا أن نكون حذرين في نقل الحقيقة فقط".
تظل قصة اللواء ياسر عصر علامة بارزة في سجل الشجاعة، وذكرى تخلدها الأرامل والأبناء، وتظل حية في قلب كل مصري يقدر تضحيات الأبطال الذين يحمون الوطن بكل ما يملكون.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.