الإثنين 10 مارس 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
محمود سالم: الرئيس
محمود سالم: الرئيس السيسي يضع نتنياهو في ورطة عالمية

يواصل الرئيس السيسي جولاته الدبلوماسية الناجحة في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وإنقاذ القضية من مخاطر وتهديدات التصفية التي تهدف إليها دولة الإحتلال بالتهجير القسري سواء طواعية أو جعل غزة والضفة منطقة مستحيلة للحياة بداخلهم.

ونجح الرئيس السيسي في توحيد موقف عربي كامل داعم للخطة المصرية وإعادة إعمار غزة رافضا لجميع مقترحات تهجير سكان غزة، خاصة الدول الإقليمية الكبرى في المنطقة كالسعودية، الإمارات وقطر والأردن ، معلنين عن دعمهم الكامل للخطة المصرية بمواقف وبيانات رسمية واضحة وثابتة.

إلى جانب دولة كبرى بالمنطقة كتركيا والتي أعلنت في بيان رسمي دعم الخطة المصرية بقطاع غزة.

وبزكاء من جانب القيادة السياسية خلال القمة العربية بدعوة رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا والذي أكد خلال كلمته عن موقف الإتحاد الأوروبي على ضرورة إحلال السلام، والإلتزام بمبدأ حل الدولتين والرفض القاطع لإحداث أي تغييرات سكانية أو إقليمية في قطاع غزة.

ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة لحضور القمة العربية غير العادية أنطونيو جوتيريش والذي ألقى بيانا واضحا عن ضرورة الحفاظ على غزة كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية وضرورة توحيد الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية ورفض أي محاولات للتهجير القسري ومخالفة جميع القوانين الدولية.

وفي هذا الصدد أيضا، تمت دعوة رئيس الإتحاد الأفريقي الرئيس الأنجولي  جواو لورنسو والذي أكد على موقف كل الدول الأفريقية الرافض لجميع مقترحات وخطط التهجير لشعب غزة من أرضه.

وتأتي القمة العربية غير العادية برئاسة مصر تتويجا لجهود وجولات مصرية أوروبية للرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حفاظا على حقوق الشعب الفلسطيني وإحلال السلام الدائم بالمنطقة، تجنبا لمخاطر حرب إقليمية كبرى سيدفع ثمنها العالم أجمع إذا استمرت ممارسات دولة الإحتلال الإسرائيلي على هذا النهج، الذي يتم اتخاذه ذريعة من جانب حركات المقاومة المسلحة لتبرير هجماتهم المتكررة ضد الإحتلال وهو ما ظهر جليا في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالقمة العربية.

كل تلك الجولات والجهود المضنية في مختلف دول العالم كانت نتاجها مواقف رسمية واضحة لتلك الدول لعل أبرزها :

إسبانيا: والتي أكدت في بيان رسمي من خلال وزير خارجيتها التزام إسبانيا بدعم إقامة دولة فلسطينية مستقبلية تشمل غزة كجزء من أراضيها.

بريطانيا: حيث قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم.

فرنسا: حيث أكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، ويمثل عائقا أمام تحقيق حل الدولتين.

ألمانيا: حيث أكدث وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية أراض فلسطينية محذرة من أن طرد المدنيين بالقوة يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، ويؤدي إلى نشر المزيد من الكراهية.

والصين: حيث عارضت بكين في بيان رسمي مقترح ترمب بنقل سكان غزة بشكل قسري.

وفي نفس ذات السياق دول كبلجيكا، سويسرا، ماليزيا، بولندا، سلوفينيا، إيران، اسكتلندا وكولومبيا.

لتنجح مصر في الحصول على تأييد وحشد عالمي وإقليمي غير مسبوق لموقفها في القضية وفرض خطتها على طاولة المفاوضات مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي ، مع وضع نتنياهو في ورطة غير مسبوقة أيضا للكيان المتغطرس الذي اعتاد على تمثيل دور الضحية أمام العالم على مدار عقود ، والذي لم يكن يتوقع خسارة كل ذلك الدعم العالمي الذي كان يحصل عليه والذي وصل به الحال أن يكون عبء ثقيل على جميع حلفاؤه بالعالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

بقلم: محمود سالم
المحلل السياسي والباحث في الشئون الدولية

تم نسخ الرابط