حكم الغيبة والنميمة في شهر رمضان .. هل تفسد الصيام؟
حكم الغيبة في رمضان .. تعد الغيبة من الأمور التي نهى عنها الإسلام، وحذر منها لأن لها أثر سلبي على المجتمع وعلاقة الأفراد ببعضهما البعض، وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة بأنها "ذكرك أخاك بما يكره"، وحينما سئل عن رأيه في الغيبة والنميمة قال صلى الله عليه وسلم: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته"، والنميمة هي نقل الكلام بين الناس بهدف الإفساد بينهم.
هل تفسد الغيبة الصيام؟
أجابت دار الإفتاء المصرية على تساءل حول هل تفسد الغيبة الصيام، حيث قالت: الصيام عبادة عظيمة يهدف إلى تزكية النفس وتهذيب الأخلاق، وليس الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، فالغيبة والنميمة تؤثر سلبًا على روحانية الصائم، وتقلل من أجره، وقد تذهب بثواب صيامه تمامًا، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، مما يدل على أن سوء الأخلاق، ومن بينها الغيبة والنميمة، قد تجعل الصيام بلا فائدة.
حكم الغيبة والنميمة أثناء الصيام
اتفق العلماء على أن الغيبة والنميمة من المحرمات في كل وقت، لكنها في رمضان أشد تحريمًا وأعظم وزرًا، لأنها تتعارض مع مقاصد الصيام، ومع ذلك فقد اختلف الفقهاء حول ما إذا كانت الغيبة والنميمة تبطل الصيام أم لا، فرأى جمهور العلماء أن الصيام يبقى صحيحًا لكنه ناقص الأجر، أما بعض العلماء، مثل ابن حزم، فذهبوا إلى أنها تبطل الصيام.
كيفية نتجنب الغيبة والنميمة في رمضان
للابتعاد عن الغيبة والنميمة في رمضان، يجب على المسلم أن يحرص على:
- شغل وقته بذكر الله وقراءة القرآن.
- تجنب المجالس التي يكثر فيها الكلام غير المفيد.
- التزام الصمت عند الشعور بالرغبة في التحدث بسوء عن الآخرين.
- التذكير الدائم بعواقب الغيبة والنميمة، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
فالغيبة والنميمة من الذنوب التي تفسد المجتمع وتؤثر على علاقة الناس ببعضهم البعض، وهي من الأمور التي قد تحرم الصائم من الأجر الكامل لصيامه، فيجب على المسلم أن يكون واعيًا بكلماته وأفعاله، خاصة في رمضان، حتى لا يحرم نفسه من الفضل العظيم الذي أعده الله للصائمين.
