قصة آسيا امرأة فرعون .. هل تعرضت للتعذيب بالشمس؟|فيديو
قصة آسيا امرأة فرعون، تعد آسيا بنت مزاحم، زوجة فرعون، واحدة من أعظم النساء في التاريخ، حيث تجسد قصتها نموذجًا للإيمان والثبات في مواجهة الطغيان، ولكن قبل الحديث عن آسيا، لذا يجب أن نستعرض قصة ماشطة ابنة فرعون، التي كانت لها دور بارز في إيمان آسيا وقرارها الثابت، وهذا ما قصته لنا نورهان الشيخ خلال برنامج روح، ونرصدها نحن لكم خلال السطور التالية:
قصة ماشطة ابنة فرعون
كانت ماشطة فرعون تعمل في قصره، حيث كانت تشرف على تمشيط شعر إحدى بنات فرعون، وفي يوم من الأيام، وقع المشط من يديها، فقالت بشكل لا إرادي: "بسم الله"، كانت ابنة فرعون تستمع لحديثها، فسألتها: "هل لديك رب غير أبي؟"، فأجابت الماشطة: "إنه ربي ورب أبيك".
فصعقت ابنة فرعون بما سمعته، وذهبت مسرعة تخبر أباها، وعندما سمع فرعون الخبر، غضب غضبًا شديدًا، وأمر بإحضار الماشطة، وعندما سألها عن ربها، أجابت بكل شجاعة: "ربي وربك الله"، وحاول فرعون تهديدها بالحبس والتعذيب، لكنها لم تكترث ورفضت العودة عن دينها.
ثبات الماشطة في مواجهة تعذيبها وموت أبنائها
أمر فرعون الجنود بملء قدر من النحاس بالزيت وجعله يغلي، وأوقف الماشطة أمامه، وتقدمت نحو القدر مسلمة أمرها لله، لكنها قبل أن تلقى في الزيت، أحضر فرعون أطفالها الخمسة، وعندما رأوا أمهم، توجهوا نحوها يبكون، فقامت بضمهم وتقبيلهم.
وأمر فرعون بإلقاء أكبرهم في الزيت، وكان الطفل يستغيث ويتوسل لفرعون، لكن محاولاته باءت بالفشل، وعندما ألقي في الزيت، طفت عظامه، بينما كانت الأم تودعه بدموعها، وتكرر هذا المشهد مع باقي الأطفال، حتى جاء دور الرضيع، وفي تلك اللحظة، كادت الأم أن تتراجع عن موقفها، لكن الصغير قال لها: "يا أماه اصبري فإنك على حق".
وقبل أن تلقى في الزيت، طلبت الماشطة من فرعون أن تجمع عظامها مع عظام أطفالها في قبر واحد، وألقيت في الزيت لتستشهد في سبيل الله، تاركة وراءها مثالًا يُحتذى به في الإيمان والثبات.
آسيا بنت مزاحم
بعد استشهاد الماشطة، كانت آسيا بنت مزاحم تعيش في قصر فرعون، حيث كانت زوجته، وعلى الرغم من كل الإغراءات والمغريات التي كانت تحيط بها، اختارت الإيمان بالله ورفضت كفر زوجها، وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ أنه قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران"، وهذا يدل على مكانتها الرفيعة في الإسلام.
وعانت آسيا من أذى فرعون بسبب إيمانها، فقد تعرضت للتعذيب والتهديد، لكنها صبرت وثبتت على موقفها، وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: "كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس، فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها"، وكانت ترى بيتها في الجنة، مما زاد من إيمانها وثباتها.
دعاء آسيا وطلب الجنة
وفي لحظات العذاب، كانت آسيا تدعو الله قائلة: "ربِ ابنِ لِي عِندك بيتا فِي الجنةِ ونجِنِي مِن فِرعون وعملِهِ ونجِنِي مِن القومِ الظالمِين" (التحريم: 11)، وهذا الدعاء يعكس إيمانها العميق ورغبتها في القرب من الله، حتى في أحلك الظروف، ولقد اختارت الجنة على كل متع الدنيا، مما يجعلها قدوة للنساء في كل زمان ومكان.
وبفضل إيمانها وثباتها، أصبحت آسيا بنت مزاحم من أفضل نساء الجنة، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم كقدوة للمؤمنين، حيث قال: "وضرب الله مثلا لِلذِينَ آمنوا امرأت فِرعون إِذ قالت ربِ ابنِ لِي عِندك بيتا فِي الجنةِ" (التحريم: 11)، وهذا التكريم الإلهي يعكس مكانتها العالية في الإسلام.
آسيا بنت مزاحم هي نموذج يحتذى به في الإيمان والثبات، وقصتها تذكرنا بأهمية الصبر والإيمان في مواجهة الصعوبات، وتظهر كيف يمكن للمرأة أن تكون رائدة في مجال الإيمان والدعوة إلى الله.
