هل يجوز صلاة التراويح في المنزل بالمصحف جهراً
مع بداية شهر رمضان الكريم، يحرص المسلمون على أداء أفضل الطاعات والعبادات، ومن بينها صلاة التراويح التي تعتبر من السنن المؤكدة في هذا الشهر الفضيل، وقد يواجه البعض صعوبة في الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح في جماعة، ولذا يزداد البحث حول كيفية أداء صلاة التراويح في المنزل بالمصحف، سواء كانت فردية أو في جماعة.
معنى صلاة التراويح في رمضان
تذكر دار الإفتاء المصرية أن "التراويح" في اللغة هي جمع "ترويحة"، ويقال في لسان العرب: "الترويحة في شهر رمضان سميت بذلك لأن القوم كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات"، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التراويح كانت تصلى مع الراحة بين كل تسليمتين، مما جعل هذه الصلاة تحمل هذا الاسم.
كيفية أداء صلاة التراويح في المنزل
أوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، بشأن أداء صلاة التراويح في البيت بالمصحف، أن طريقة الصلاة في البيت هي نفسها كما في المسجد، حيث يبدأ المسلم بصلاة التراويح بتكبيرة الإحرام، ويقرأ دعاء الاستفتاح بصوت خافت، ويمكن أداء التراويح إما بثماني ركعات أو عشرين ركعة، وفقًا لما يستطيع المسلم، مع التأكيد على أن صلاة التراويح تؤدى ركعتين ركعتين، ويُسلم المصلي بعد كل ركعتين، وتعد صلاة الوتر جزءً من صلاة التراويح، ويمكن أداؤها بعد الانتهاء من التراويح، وتُصلى ثلاث ركعات كما هو معتاد.
أداء صلاة التراويح في البيت جماعة
أما بالنسبة لأداء صلاة التراويح في البيت جماعة، فإن هناك بعض القواعد التي يجب مراعاتها إذا صلت العائلة معًا، إذا كان الرجل يصلي مع زوجته وأولاده، فيجب أن تقف الزوجة خلفه، بينما إذا كان يصلي مع أولاده الذكور، فيجب أن يقف الذكور في الصف الأول خلفه، وإذا صلى مع أولاده الذكور والإناث، فيجب أن تقف الذكور في صف أول، بينما تقف الإناث في صف آخر خلفهم.
الجهر في صلاة التراويح
يستحب للمسلم أن يصلي صلاة التراويح مع جماعة في المسجد، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها جماعة مع الصحابة، وتعتبر قراءة الإمام جهرية أفضل، وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا كانت الصلاة في المنزل، يمكن للمسلم أن يصلي بصوت منخفض في حالة الصلاة الفردية.
ومن المهم أن يتم الجهر بالقدر الذي يسمع به المصلي نفسه، وذلك حتى يبتعد عن الرياء أو السمعة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه مع الصحابة أبي بكر وعمر أن الجهر في الصلاة يجب أن يكون بمقدار متوازن، حيث جهر عمر في صلاته، بينما خفض أبو بكر صوته في صلاته، وعلى هذا الأساس نزلت الآية الكريمة: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا" (الإسراء: 110).
هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح في رمضان؟
لا حرج في قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح، سواء كان ذلك في المسجد أو في المنزل، لما في ذلك من فوائد عظيمة، منها إسماع المأمومين جميع القرآن الكريم، وهو مقصد مهم في هذه العبادة المباركة.
الأدلة الشرعية على جواز القراءة من المصحف
الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة تؤكد جواز قراءة القرآن في الصلاة سواء كان ذلك من المصحف أو عن ظهر قلب، فقد وردت نصوص شرعية تدل على مشروعية القراءة من المصحف في قيام رمضان، ومن بين هذه الأدلة ما ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في صلاة قيام رمضان وهو يقرأ من المصحف، وقد ذكر هذا الحديث البخاري رحمه الله في صحيحه، مؤكدًا على صحة هذا الفعل.
فتتيح القراءة من المصحف للمصلي إتمام الصلاة بشكل كامل دون إغفال أي جزء من القرآن الكريم، كما أنها تساعد على زيادة التدبر والتفكر في معاني الآيات الكريمة، مما يزيد من فضل الصلاة ويحقق أفضل استفادة من هذا الشهر الفضيل.
